السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وبياكم ،، نلتقي اليوم وإياكم مع الدرس االثالث من دروس سلسلة الفقه ونعتذر عن عدم بعث الدرس الثاني لعطل كان في الرابط ،، وان شاء الله نبثه يوم الثلاثاء القادم
وهنا الرابط الصوتي ? http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Item&id=55&node=288&format=rm&lang=Ar
والآن ننتقل وإياكم مع الدرس مفرغا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فأسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، ونسأله -تبارك وتعالى- التوفيق للاستزادة من العلم النافع والتوفيق للعمل الصالح .
ثم موضوعنا في هذا اليوم ، عن باب قضاء الحاجة، وقبل أن نقرأ هذا الباب، ونتحدث فيه أحب أن أطمأن على المادة العلمية، التي سبقت في الدرس الماضي فسأسأل بعض الأسئلة في موضوع الدرس الماضي .
السؤال الأول: ما حكم، أو ما كيفية تطهير النجاسة إذا كانت على الأرض ؟ السؤال موجه للطلاب الموجودين عندنا هنا، وموجه كذلك، لكل من يتابعنا في كل مكان، وأريد من كل واحد أن يجيب على السؤال إذا كان من المشاهدين في أي جزء من الأرض .
نعم .
أحسن الله إليك يا شيخ تطهر بثلاثة طرق: إذا كانت قليلة تطهر بعينها
كيف تطهر بعينها ؟
يعني مثلاً نجاسة في مكان، فزالت الرائحة، فطهرت
يعني أن تطهر بنفسها، نتيجة العوامل الطبيعية، مطر أو ريح أو ما أشبه ذلك .
والثانية: أن تطهر بإسكاب الماء فوقها، كما في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأعرابي
إزالة عين النجاسة ثم صب الماء عليها صبة واحدة، كما في حديث الأعرابي الذي بال في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأرشد - صلى الله عليه وسلم - إلى كيفية تطهيره بالماء: بأن دعا بذنوب -أي بدلو مملوءة بالماء- وصب على البول .
السؤال الثاني: كيفية تطهير الثوب إذا تنجس، ثوب وتنجس كيف يطهر من النجاسة ؟ نعم
أحسن الله إليك يا شيخ: ينضح ثلاث مرات، نضحه بالماء، ينضح عليه الماء ثلاث مرات
هذا الجواب ليس صحيحاً .
ما فيه جواب آخر؟
أحسن الله إليكم يا شيخ طريقة تطهير الثوب من النجاسة أولاً يتيقن من النجاسة، يعني موضع النجاسة، فإذا كان موقع النجاسة مثلاً في كل الثوب، فيغسل هذا الكم إذا تيقين أن النجاسة قد أزالت من هذا الموضع
الفارق بين يعني أن ينتبه له، أن الأخ قال نضح، والنضح هو مجرد الرش دون فرك وعصر، الأخ قال غسل، هل هناك فرق بين النضح والغسل ؟
هذا يتعلق بنوعية النجاسة، فإذا كانت النجاسة مخففة، التي هي يعني بول الغلام، الذي لم يأكل بعد حين ذلك يكتفى بالرش أو بالنضح أما إذا كانت النجاسة عينية كالبول وغير ذلك
نجاسة يعني غير مخففة ، طريقة تطهيرها أن تغسل حتى يحصل النقاء والتطهير .
هل يشترط عدد معين ؟
لا يشترط
لا يشترط عدد معين وإنما المشترط هو النقاء، فإذا تم الإنقاء سواء بغسلة أو اثنتين أو ثلاث أو ما زاد على ذلك، بارك الله فيك .
ما حكم أو ما كيفية تطهير الأشياء الثقيلة، كالزجاج ؟
يكتفى بإضافة الماء إليها وصب الماء عليها
يقال: في تطهير الأشياء الثقيلة المسح حتى يحصل النقاء أو الإنقاء .
سؤال آخر وإن كنت لم أتعرض له في الدرس الماضي، ولهذا أنا قصدت أن أسأل بعض هذه الأسئلة التي نسينا أن نتعرض لها في الدرس الماضي .
إذاً قضية تطهير الأشياء الثقيلة أيضاً كيفية تطهير-أعزكم الله الحذاء- إذا وطئ الإنسان بحذاء نجاسة ما كيفية تطهير ذلك ؟
كيفية ذلك أن يدوس بها التراب
تداس بالتراب كذا في تطهير الأحذية، بارك الله فيك .
بعد هذا قبل أن ندخل أيضاً في موضوع الباب، ليأخذ مقدمة يناسب أن يتحدث عنها قبل الدخول في هذا الباب، الباب هو في قضاء أو في آداب قضاء الحاجة، وما يتعلق بذلك .
ويراد بقضاء الحاجة حاجة الإنسان التي لابد له منها من غائط وبول وما أشبه ذلك .
الناظر فيما جاء في هذا الباب من آداب وأحكام، وكذلك فيما جاء في غيره من أبواب مختلفة، يلاحظ شمول هذه الشريعة وكمالها .
هذه الشريعة، وكمالها التي لم تترك شيئاً يحتاجه الناس إلا وبيته لا من كبير ولا من صغير في جميع شئون حياتهم، ولهذا قلنا في بداية الدرس الأول قلنا: الفقه هو القانون الشامل الذي يحكم جميع شئون الناس، وتصرفاتهم، حقاً هذا الدين دين الإسلام هو الدين الحق، هو الدين الذي ختمت به الرسالات، والله - تبارك وتعالى - قال ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾[الأنعام:38] وقال ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ﴾[المائدة: 3] فهذا الدين دين الشمول دين الكمال .
ولهذا حتى ما يتعلق بقضاء الحاجة بينت الشريعة آداباً وأحكاماً في هذا الموضوع .
وسيأتي إن شاء الله تعالى خلال الدرس ذكر هذه الآداب وهذه الأحكام، أيضاً من المناسب هنا أن نتحدث عن نعمة الله - تبارك وتعالى - على الإنسان بما يسبق خروج الخارج وهو تفضل الله - تبارك وتعالى - على الإنسان بنعمة الطعام والشراب نعمة عظيمة أنعم الله - تبارك وتعالى - بها على عباده وامتن بها عليهم أن هيأ لهم ما يستطعمون به وما يشربون من أنواع الطيبات المختلفة، والطعام والشراب أيضاً أحل الله - تبارك وتعالى - منه الطيبات وحرم منه الخبائث، كما جاء في القرآن، وكما جاء في السنة: أن ما أحل من الطيبات إنما هو الطيب، إنما أحل من المطعومات والمشروبات هو الطيب، وحرم ما حرم إنما هو من الخبائث.
كما جاء في وصف الرسول - صلى الله عليه وسلم - ﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ﴾[الأعراف: 157] من حين أن يتوافر هذا الطعام والشراب للإنسان ، وحين يأكله ويشربه ويتلذذ بطعامه و شرابه، وكيف هيأ الله - تبارك وتعالى - في جسم الإنسان ما يساعد على هضم هذا الطعام للإمتصاص النافع، الغذاء النافع منه، لنفع البدن وإخراج الفضلات التي تضر البدن لو بقيت فهذه نعمة عظيمة من الله - تبارك وتعالى - حري بل يتأكد على كل مسلم أن يشكر الله - تبارك وتعالى - على هذه النعمة نعمة توفير الطعام، نعمة هضم الطعام، نعمة استخلاص المزيد النافع خلاصة الغذاء ، تمتصها الأوعية إلى بقية أجزاء الجسم فيستفيد منه ويتغذى به .
ثم الفضلات تخرج، وهذه نعمة عظيمة حين توفر الطعام وحين خروج هذا الخارج .
بعد هذا نبدأ ولعلك تتفضل بالقراءة .
بسم الله الرحمن الرحيم يقول المؤلف رحمه الله تعالى تحت باب قضاء الحاجة ( يستحب لمن أراد دخول الخلاء أن يقول:( بسم الله، أعوذ بالله من الخبث والخبائث) ، و(من الرجس النجس، الشيطان الرجيم)، وإذا خرج قال: (غفرانك)، (الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني). ويقدم رجله اليسرى في الدخول واليمنى في الخروج )
هذا الباب باب قضاء الحاجة
أولاً مناسبة هذا الباب من كتاب الطهارة، أو لما سبقه من أبواب وما سيأتي بعده من أبواب .
نحن قلنا إن الباب الأول هو في المياه، والمياه هي وسيلة الطهارة الأصيلة والأم إن عدم الماء فالتيمم لرفع الحدث أو للتطهر من الحدث، بما أن الماء سائل ولابد له من أواني ولهذا بحث الفقهاء في الباب الأواني وأحكامه .
الباب الذي بعد هذا قضاء الحاجة، مع علاقته، قضاء الحاجة؛ لأنه سبب الحدث، الحاجة نفسها الذي هو خروج البول وخروج الغائط هو سبب الحدث، ولابد بعد هذا الحدث أو بعد الخروج هذا الخارج من الاستنجاء أو الاستجمار بشروط الوضوء كما سيأتي، فلابد أن يتحدث هذا عن هذا الخارج وكيف يطهر هذا الخارج، ثم بعد ذلك ينتقل إلى الوضوء الذي هو الطهارة من الحدث الأصغر .
فيأتي بعد باب الاستنجاء والاستجمار، وبعد باب قضاء الحاجة، قضية الوضوء أو باب الوضوء، لما ننظر في كتب الفقهاء، وأهل الحديث الذين بوبوا الحديث على أبواب الفقه، نجدهم أنهم يختلفون في تسمية هذا الباب .
بعضهم يسميه باب قضاء الحاجة، كما مشى على ذلك المؤلف، بعضهم يسميه باب الاستنجاء ويدخل أحكاماً أخرى في هذا الباب تتعلق بالآداب التي يجب مراعاتها عند قضاء الحاجة وبعد قضاء الحاجة وأثناء قضاء الحاجة أيضاً .
بعضهم يسمى هذا الباب، باب الاستطابة وهذه التسمية مأخوذة من حديث وهو قوله - صلى الله عليه وسلم - (فليستطب بثلاثة أحجار) يعني يتطهر يطهر المحل بثلاثة أحجار.
بعضهم يسميه باب دخول الخلاء أو آداب دخول الخلاء، إلى غير ذلك.
المهم وإن اختلفت التسميات إلا أن المؤدى واحد أو المظنون الذي يذكر في هذا الباب واحد وهو ما يتعلق بآداب قضاء الحاجة قبل الدخول إلى الخلاء، وأثناء قضاء الحاجة أيضاً وبعد الانتهاء من قضاء الحاجة وما يتعلق بذلك من الاستنجاء والاستجمار .
قال المؤلف- رحمه الله تعالى ( يستحب لمن أراد دخول الخلاء أن يقول بسم الله ).
الخلاء، أولاً يستحب، ما معنى يستحب ؟ بمعنى يسن، يعني لا يجب إنما هو مستحب يعني عندنا الأحكام التكليفية، الواجب والمندوب أو المسنون أو المستحب، والمباح والمكروة والمحرم .
فهذه الآداب التي ذكرها قوله: بسم الله عند دخول من المستحبات، وسيأتينا -إن شاء الله- من خلال قراءة المؤلف ومن خلال التعليق عليه أن هذه الآداب المشروعة عند قضاء الحاجة منها ما هو مستحب، ومنها ما هو واجب، ومنها ما هو مكروه، بل منها ما هو محرم، وسيأتي -إن شاء الله- تفصيل بعض هذه الأشياء .
يتــــبع
حياكم الله وبياكم ،، نلتقي اليوم وإياكم مع الدرس االثالث من دروس سلسلة الفقه ونعتذر عن عدم بعث الدرس الثاني لعطل كان في الرابط ،، وان شاء الله نبثه يوم الثلاثاء القادم
وهنا الرابط الصوتي ? http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Item&id=55&node=288&format=rm&lang=Ar
والآن ننتقل وإياكم مع الدرس مفرغا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فأسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، ونسأله -تبارك وتعالى- التوفيق للاستزادة من العلم النافع والتوفيق للعمل الصالح .
ثم موضوعنا في هذا اليوم ، عن باب قضاء الحاجة، وقبل أن نقرأ هذا الباب، ونتحدث فيه أحب أن أطمأن على المادة العلمية، التي سبقت في الدرس الماضي فسأسأل بعض الأسئلة في موضوع الدرس الماضي .
السؤال الأول: ما حكم، أو ما كيفية تطهير النجاسة إذا كانت على الأرض ؟ السؤال موجه للطلاب الموجودين عندنا هنا، وموجه كذلك، لكل من يتابعنا في كل مكان، وأريد من كل واحد أن يجيب على السؤال إذا كان من المشاهدين في أي جزء من الأرض .
نعم .
أحسن الله إليك يا شيخ تطهر بثلاثة طرق: إذا كانت قليلة تطهر بعينها
كيف تطهر بعينها ؟
يعني مثلاً نجاسة في مكان، فزالت الرائحة، فطهرت
يعني أن تطهر بنفسها، نتيجة العوامل الطبيعية، مطر أو ريح أو ما أشبه ذلك .
والثانية: أن تطهر بإسكاب الماء فوقها، كما في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأعرابي
إزالة عين النجاسة ثم صب الماء عليها صبة واحدة، كما في حديث الأعرابي الذي بال في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأرشد - صلى الله عليه وسلم - إلى كيفية تطهيره بالماء: بأن دعا بذنوب -أي بدلو مملوءة بالماء- وصب على البول .
السؤال الثاني: كيفية تطهير الثوب إذا تنجس، ثوب وتنجس كيف يطهر من النجاسة ؟ نعم
أحسن الله إليك يا شيخ: ينضح ثلاث مرات، نضحه بالماء، ينضح عليه الماء ثلاث مرات
هذا الجواب ليس صحيحاً .
ما فيه جواب آخر؟
أحسن الله إليكم يا شيخ طريقة تطهير الثوب من النجاسة أولاً يتيقن من النجاسة، يعني موضع النجاسة، فإذا كان موقع النجاسة مثلاً في كل الثوب، فيغسل هذا الكم إذا تيقين أن النجاسة قد أزالت من هذا الموضع
الفارق بين يعني أن ينتبه له، أن الأخ قال نضح، والنضح هو مجرد الرش دون فرك وعصر، الأخ قال غسل، هل هناك فرق بين النضح والغسل ؟
هذا يتعلق بنوعية النجاسة، فإذا كانت النجاسة مخففة، التي هي يعني بول الغلام، الذي لم يأكل بعد حين ذلك يكتفى بالرش أو بالنضح أما إذا كانت النجاسة عينية كالبول وغير ذلك
نجاسة يعني غير مخففة ، طريقة تطهيرها أن تغسل حتى يحصل النقاء والتطهير .
هل يشترط عدد معين ؟
لا يشترط
لا يشترط عدد معين وإنما المشترط هو النقاء، فإذا تم الإنقاء سواء بغسلة أو اثنتين أو ثلاث أو ما زاد على ذلك، بارك الله فيك .
ما حكم أو ما كيفية تطهير الأشياء الثقيلة، كالزجاج ؟
يكتفى بإضافة الماء إليها وصب الماء عليها
يقال: في تطهير الأشياء الثقيلة المسح حتى يحصل النقاء أو الإنقاء .
سؤال آخر وإن كنت لم أتعرض له في الدرس الماضي، ولهذا أنا قصدت أن أسأل بعض هذه الأسئلة التي نسينا أن نتعرض لها في الدرس الماضي .
إذاً قضية تطهير الأشياء الثقيلة أيضاً كيفية تطهير-أعزكم الله الحذاء- إذا وطئ الإنسان بحذاء نجاسة ما كيفية تطهير ذلك ؟
كيفية ذلك أن يدوس بها التراب
تداس بالتراب كذا في تطهير الأحذية، بارك الله فيك .
بعد هذا قبل أن ندخل أيضاً في موضوع الباب، ليأخذ مقدمة يناسب أن يتحدث عنها قبل الدخول في هذا الباب، الباب هو في قضاء أو في آداب قضاء الحاجة، وما يتعلق بذلك .
ويراد بقضاء الحاجة حاجة الإنسان التي لابد له منها من غائط وبول وما أشبه ذلك .
الناظر فيما جاء في هذا الباب من آداب وأحكام، وكذلك فيما جاء في غيره من أبواب مختلفة، يلاحظ شمول هذه الشريعة وكمالها .
هذه الشريعة، وكمالها التي لم تترك شيئاً يحتاجه الناس إلا وبيته لا من كبير ولا من صغير في جميع شئون حياتهم، ولهذا قلنا في بداية الدرس الأول قلنا: الفقه هو القانون الشامل الذي يحكم جميع شئون الناس، وتصرفاتهم، حقاً هذا الدين دين الإسلام هو الدين الحق، هو الدين الذي ختمت به الرسالات، والله - تبارك وتعالى - قال ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾[الأنعام:38] وقال ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ﴾[المائدة: 3] فهذا الدين دين الشمول دين الكمال .
ولهذا حتى ما يتعلق بقضاء الحاجة بينت الشريعة آداباً وأحكاماً في هذا الموضوع .
وسيأتي إن شاء الله تعالى خلال الدرس ذكر هذه الآداب وهذه الأحكام، أيضاً من المناسب هنا أن نتحدث عن نعمة الله - تبارك وتعالى - على الإنسان بما يسبق خروج الخارج وهو تفضل الله - تبارك وتعالى - على الإنسان بنعمة الطعام والشراب نعمة عظيمة أنعم الله - تبارك وتعالى - بها على عباده وامتن بها عليهم أن هيأ لهم ما يستطعمون به وما يشربون من أنواع الطيبات المختلفة، والطعام والشراب أيضاً أحل الله - تبارك وتعالى - منه الطيبات وحرم منه الخبائث، كما جاء في القرآن، وكما جاء في السنة: أن ما أحل من الطيبات إنما هو الطيب، إنما أحل من المطعومات والمشروبات هو الطيب، وحرم ما حرم إنما هو من الخبائث.
كما جاء في وصف الرسول - صلى الله عليه وسلم - ﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ﴾[الأعراف: 157] من حين أن يتوافر هذا الطعام والشراب للإنسان ، وحين يأكله ويشربه ويتلذذ بطعامه و شرابه، وكيف هيأ الله - تبارك وتعالى - في جسم الإنسان ما يساعد على هضم هذا الطعام للإمتصاص النافع، الغذاء النافع منه، لنفع البدن وإخراج الفضلات التي تضر البدن لو بقيت فهذه نعمة عظيمة من الله - تبارك وتعالى - حري بل يتأكد على كل مسلم أن يشكر الله - تبارك وتعالى - على هذه النعمة نعمة توفير الطعام، نعمة هضم الطعام، نعمة استخلاص المزيد النافع خلاصة الغذاء ، تمتصها الأوعية إلى بقية أجزاء الجسم فيستفيد منه ويتغذى به .
ثم الفضلات تخرج، وهذه نعمة عظيمة حين توفر الطعام وحين خروج هذا الخارج .
بعد هذا نبدأ ولعلك تتفضل بالقراءة .
بسم الله الرحمن الرحيم يقول المؤلف رحمه الله تعالى تحت باب قضاء الحاجة ( يستحب لمن أراد دخول الخلاء أن يقول:( بسم الله، أعوذ بالله من الخبث والخبائث) ، و(من الرجس النجس، الشيطان الرجيم)، وإذا خرج قال: (غفرانك)، (الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني). ويقدم رجله اليسرى في الدخول واليمنى في الخروج )
هذا الباب باب قضاء الحاجة
أولاً مناسبة هذا الباب من كتاب الطهارة، أو لما سبقه من أبواب وما سيأتي بعده من أبواب .
نحن قلنا إن الباب الأول هو في المياه، والمياه هي وسيلة الطهارة الأصيلة والأم إن عدم الماء فالتيمم لرفع الحدث أو للتطهر من الحدث، بما أن الماء سائل ولابد له من أواني ولهذا بحث الفقهاء في الباب الأواني وأحكامه .
الباب الذي بعد هذا قضاء الحاجة، مع علاقته، قضاء الحاجة؛ لأنه سبب الحدث، الحاجة نفسها الذي هو خروج البول وخروج الغائط هو سبب الحدث، ولابد بعد هذا الحدث أو بعد الخروج هذا الخارج من الاستنجاء أو الاستجمار بشروط الوضوء كما سيأتي، فلابد أن يتحدث هذا عن هذا الخارج وكيف يطهر هذا الخارج، ثم بعد ذلك ينتقل إلى الوضوء الذي هو الطهارة من الحدث الأصغر .
فيأتي بعد باب الاستنجاء والاستجمار، وبعد باب قضاء الحاجة، قضية الوضوء أو باب الوضوء، لما ننظر في كتب الفقهاء، وأهل الحديث الذين بوبوا الحديث على أبواب الفقه، نجدهم أنهم يختلفون في تسمية هذا الباب .
بعضهم يسميه باب قضاء الحاجة، كما مشى على ذلك المؤلف، بعضهم يسميه باب الاستنجاء ويدخل أحكاماً أخرى في هذا الباب تتعلق بالآداب التي يجب مراعاتها عند قضاء الحاجة وبعد قضاء الحاجة وأثناء قضاء الحاجة أيضاً .
بعضهم يسمى هذا الباب، باب الاستطابة وهذه التسمية مأخوذة من حديث وهو قوله - صلى الله عليه وسلم - (فليستطب بثلاثة أحجار) يعني يتطهر يطهر المحل بثلاثة أحجار.
بعضهم يسميه باب دخول الخلاء أو آداب دخول الخلاء، إلى غير ذلك.
المهم وإن اختلفت التسميات إلا أن المؤدى واحد أو المظنون الذي يذكر في هذا الباب واحد وهو ما يتعلق بآداب قضاء الحاجة قبل الدخول إلى الخلاء، وأثناء قضاء الحاجة أيضاً وبعد الانتهاء من قضاء الحاجة وما يتعلق بذلك من الاستنجاء والاستجمار .
قال المؤلف- رحمه الله تعالى ( يستحب لمن أراد دخول الخلاء أن يقول بسم الله ).
الخلاء، أولاً يستحب، ما معنى يستحب ؟ بمعنى يسن، يعني لا يجب إنما هو مستحب يعني عندنا الأحكام التكليفية، الواجب والمندوب أو المسنون أو المستحب، والمباح والمكروة والمحرم .
فهذه الآداب التي ذكرها قوله: بسم الله عند دخول من المستحبات، وسيأتينا -إن شاء الله- من خلال قراءة المؤلف ومن خلال التعليق عليه أن هذه الآداب المشروعة عند قضاء الحاجة منها ما هو مستحب، ومنها ما هو واجب، ومنها ما هو مكروه، بل منها ما هو محرم، وسيأتي -إن شاء الله- تفصيل بعض هذه الأشياء .
يتــــبع