[color=brown][size=18]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين , محمد بن عبد الله الصادق الطاهر الأمين وبعد :
نبدأ اليوم دروسنا مع الدكتور ناصر العقل من ضمن سلسلة دروس العقيدة
ونبدأ مع رابط التسجيل الصوتى للدرس الأول
http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Item&id=57&node=319&format=rm&lang=Ar
والان مع الدرس المفرغ
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله ورضي الله عن صحابته والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين وبعد :
فإنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) وإن أعظم الفقه في الدين هو الفقه الأكبر كما سماه السلف الصالح أعني فقه العقيدة والأصول والمسلمات والثوابت التي يقوم عليها الدين لاسيما وأن المتأمل لحال المسلمين اليوم يجد أن حاجتهم إلي تثبيت الأصول إلي تثبيت العقيدة وأصول الدين حاجة ملحة بل ضرورية لأنها اختلت عند الكثيرين وجهلها كثيرون، لأن العقيدة هي التي تحكم علاقة المسلم بربه عز وجل وعلقته بالخلق على منهج سليم يرضي الله سبحانه وتعالي ويحقق السعادة في الدنيا والفلاح في الآخرة والنجاة ثم أصول الدين والمسلمات وهي العقيدة هي الرابط الأبقى والأقوى بين المسلمين في كل زمان إلي قيام الساعة كما أنها أيضا هي الرابط فيما بينهم وبين الأمم الأخرى والبشرية جمعاء وهي الرابط السليم بين عالم الشهادة وبين عالم الغيب جاءت من لدن حكيم خبير ، من هنا تأكدت ضرورة تثبيت العقيدة في قلوب المسلمين ومن هذا المنطلق تبنت هذه القناة المباركة قناة المجد هذا الدرس وغيره من الدروس في هذا الأمر من أجل الإسهام في نشر العقيدة وغرسها بين أجيال الأمة ومن هذا المنطلق أيضا كان لابد على علماء الأمة بخاصة وطلب العلم بعامة من أن تتضافر جهودهم عبر جميع وسائل الإعلام على القيام بهذا الواجب ونظرا لأنه في بداية كل علم لابد من الوقوف على مصطلحاته فلابد أن نستهل هذا الدرس بالتعريف بأهم مصطلحات الموضوع أو مصطلحات العقيدة وما يرادفها فأولا يحسن أن نعرف بالعقيدة لغة:
فالعقيدة لغة مأخوذة من العقد وهو الشد والربط بإحكام ولذلك يعني مما هو جارى على ألسنة الناس تسمية كل أمر ذي بال بأنه عقد فإجراء النكاح عقد ، إجراء البيع عقد وهكذا سائر العقود والعهود تسمي عقد مما يدل على أهميتها إذا فالعقيدة سميت عقيدة لأنها تنبني على اليقين والعقد الذي يستقر في القلب ويسلم به العقل ويحكم المشاعر والعواطف .
أما من حيث الاصطلاح فإن العقيدة لها معنيان ، معني عام يشمل كل عقيدة حق أو العقيدة الباطلة عند أهل الباطل وهي تعني اصطلاحا الإيمان واليقين الجازم لدى المعتقد أي الذي لا يتطرق إليه شك ، أما العقيدة الإسلامية فهي تعني اليقين والتسليم والإيمان الجازم بالله عز وجل وما يجب له من التوحيد والعبادة والطاعة ثم بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر وسائر أصول الإيمان ثم أركان الإسلام والقطعيات الأخرى وهي كثيرة كالشفاعة والرؤية والأمور العملية أيضا التي هي من قطعيات الدين كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد والحب في الله والبغض في الله ونحو ذلك مما يندرج في الواجبات حتى في العلاقات بين المسلمين كحب الصحابة رضي الله عنهم وحب السلف الصالح وحب العلماء وحب الصالحين ونحو ذلك مما هو مندرج في أصول الاعتقاد وثوابته .
وعلى هذا فأن أمور العقيدة هي كل ما ثبت به الشرع،فسائر ما ثبت من أمور الغيب هو من أصول العقيدة ،الأخبار التي جاءت في كتاب الله وصحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي من العقيدة.
الثوابت والمسلمات العلمية أو العملية هي أيضا داخلة في أصول الاعتقاد ومن ذلك التزام شرع الله عز وجل في الجملة والتزام أصول الفضائل والأخلاق الحميدة ونفي ما يضادها كل هذا داخل في مسمى الأصول والقطعيات التي هي في مجموعها تسمي العقيدة .
إذا الخلاصة: أن العقيدة هي الأسس التي يقوم عليها الدين الأسس الاعتقادية والعلمية والعملية الأسس التي يقوم عليها الدين اعتقادية وعلمية وعملية وهي بمثابة الأسس للبناء ولذلك جاء وصفها في الشرع للأركان فأسس الإيمان تسمى أركان وهي من أسس الدين والعقيدة أركان أسس الإسلام تسمي أركان وكذلك بقية الأصول .
إذا فهذه الأسس ليست محصورة في أركان الإيمان وأركان الإسلام بل حتى أن أركان الإيمان وأركان الإسلام لها أيضا قواعد متفرعة عنها هي من قطعيات الدين وأضرب لهذا مثالا :
الإيمان بالملائكة هو مبدأ قد يقر به الكثيرون لكن قد يوجد مثلا عند بعض الجاهلين أو بعض أصحاب الشبهات أو الأهواء من ينكر ملكا من الملائكة كما كان من بعض الأمة التي كانت أو تنكرت لجبريل عليه السلام فبهذا ينتقض الإيمان مع أن الفرد قد يقول بأني أومن بالملائكة لكن إذا خل بأصل من أصل الإيمان بالملائكة اختل أصل الإيمان واختلت العقيدة .
فهكذا إذن العقيدة هي الأسس التي يقوم عليها الدين وهي الركائز الكبرى وتسمى ثوابت وتسمى مسلمات وتسمى قطعيات وتسمى أصول وغير ذلك من المعاني المرادفة التي يفهم منها أنها أي العقيدة هي أصول الدين العظمى التي ينبني عليها الدين للفرد والجماعة .
ثم من التعاريف التي سنحتاج إلي تطرقها لأنها ستتكرر عندنا كثيراً .
من العبارات التي يلزم استعمالها وارتباطها في ذهن المسلم وهي من المصطلحات المهمة في تاريخ العقيدة كلمة السلف ، السلف المقصود بهم القدوة لهذه الأمة الذين هم الرواد الذين رسموا لنا منهج العقيدة على ضوء الكتاب والسنة لأن منهج العقيد علمي عملي وهذا لا يمكن أن يكون واضح وبين إلا بقدوة لأن الإسلام ليس مجرد نظريات ، أو علوم الإسلام منهج حياة يتمثل بأمة بأفرادها على رأسها العلماء ومن دونهم فنظرا لأن القدوة أساس في رسم معالم العقيدة وبيان مسلماتها فلابد أن نتعرف على أول قدوة وهم السلف ، السلف الصالح ، السلف الصالح هم صدر هذه الأمة أول ما ينطلق كلمة السلف لأن السلف معناها في اللغة الذين سلفوا وقدوا من القدوات . فسلف الأمة هم صدر هذه الأمة أو سلف صدر هذه الأمة من الصحابة التابعين وأئمة الهدى في القرون الثلاثة الفاضلة وعلى هذا يطلق هذا الوصف أيضا من باب التوسع في الوصف كما هو معروف عندما تقرر الاصطلاحات يطلق هذا الوصف على كل من التزم هذا المنهج وإن كان معاصرا فهو السلفي بمعني أنه على نهج السلف .
إذا فالسلف عندنا لها معنيان معنى خاص وهو خيار هذه الأمة ابتداء من أصل الصحابة إلي يومنا هذا والمعني الآخر هو من كان على هذا النهج وإن كان من المعاصرين .
السلام عليكم يا شيخ ، السؤال الأول حكم من أنكر أصل من أصول الدين ؟ السؤال الثاني : حكم من أنكر الرؤية ؟ جزاك الله خير .
أحسنت الأصل في إنكار أو القاعدة إنكار أي أصل من أصول الدين أنه ينقض الإيمان وينقض الإسلام ويخرج به المسلم من مقتضى الإسلام هذا الأصل لكن كما هو معروف في جميع نواقض الدين والكفريات لابد في الحكم فيها على المعين من تطبيق شروط التكفير بمعني أن الذي ينكر أصلا من أصول الدين قد يكون جاهل فيعذر بجهله قد يكون متأولا فيكون التبس عليه الأمر قد يكون مكره ، قد يكون عنده شيء من الاشتباه فهكذا وكذا هناك صوارف كثيرة تعتري الخلق تمنعنا من أن نحكم على المعين إذا صدر منه ما يقتضيه إنكار أصل من الأصول .
أما الحكم المجرد فلا شك أن من أنكر أصلا من الأصول فإن هذا كفر لكن يبقي حكم المجرد تطبيقه على العيان لابد فيه من شروط .
أما المثال الذي ضربته وهو إنكار الرؤية ، الرؤية المقصود بها رؤية المؤمنين لربهم في الجنة نسأل الله أن يجعلنا جميعا ومشاهدينا المستمعين منهم - اللهم آمين - رؤية المؤمنين لربهم في الجنة أصل ثابت في قطعيات النصوص في القرآن والسنة وبتصريح النبي صلى الله عليه وسلم بذلك لقوله صلى الله عليه وسلم عندما فسر آيات الرؤية(إنكم سترون ربكم عيان) فعلى هذا تعتبر الرؤية بهذا المفهوم أصل قطعي من أصول الدين يبقي من أنكرها، من أنكر الرؤية يحكم فيه بالحكم السابق لكم مع ذلك نظرا لأن مسألة الرؤية من المسائل التي لا تستبين لكثير من عامة المسلمين ولا يعرفون معانيها على وجه التفصيل فإن من ينكر الرؤية لابد أن تقام عليه الحجة وبين له وجه الدليل فيحكم بكفره أول وهلة لكن إذا تبين له وجه الدليل وتبين له وجه الحق واستبان له وعاند وكابر فإنه يكون أنكر أصل من أصول الدين فحكمه ما ذكرته قبل قليل .
سلام الله عليكم،أحسن الله إليك،يعني ما ظهر لي من هذه المقدمة أن الحكم على الفعل ليس هو كالحكم على الفاعل؟
لاشك هذه يعني من ثوابت الاجتهاد عند السلف بل هي أصل من أصول الأحكام على الناس أن نفرق بين الاعتقاد والقول والفعل وبين من صدر عنه ذلك بمعني أنه كما أنه يمكن أن يقول المسلم قولا كفريا أو يفعل فعلا كفريا ويعتقد اعتقادا كفريا ثم يظهر لنا فإن هذا لا يعني ذلك أن نحكم عليه بالكفر حتى ينطبق عليه شروط التكفير وتنتفي عنه الموانع ويطبق ذلك أهل الرسوخ في العلم لأن هذه من المصالح العظمي من القضايا الكبرى التي لا تتاح الحكم فيها لأفراد الأمة ولا حتى سائر طلاب العلم فالغالب أن هذه لا يحكم بها إلا الراسخون في العلم لأنها حكم على العباد بحكم الله عز وجل وهو أمر خطير قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم إذا قال الرجل فيما صح عنه في البخاري وغيره (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر لقد باء بها أحدهم) فالأمر خطير جدا هذا أمر الأمر الآخر في يستتبع هذا السؤال أنه أيضا كذلك بالعكس المسلم المنافق إذا ظهر منه ما يقتضي يعني الردة أو ما يقتضيه فإنا لا نستطيع كذلك أن نحكم لأن النفاق الخالص قلبي لا يعلمه إلا الله عز وجل وهكذا .
عندنا أيضا من المصطلحات المهمة في هذا الباب السنة والجماعة أو أهل السنة والجماعة وهذه مسألة من المسائل المستفيضة عند كثير من الناس ويسمع بها أغلب المسلمون لكن قد لا يفهم حقيقتها الكثيرون نحتاج أن تقف إلي معناها أولا من هم أهل السنة والجماعة ؟ أهل السنة والجماعة هم كل من كان على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعون وأئمة الهدي .فمن كان على السنة ، من كان على السنة فهو من أهل السنة لماذا سموا بأهل السنة ؟ لاعتبارات شرعية :
أولا : لاستمساكهم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ولأنهم أخذوا بوصية النبي صلى الله عليه وسلم عندما ذكر الأهواء والافتراق قال: (فعليكم بسنتي) فسموا أهل السنة لأنهم أخذوا بهذه الوصية وكذلك لاتباعهم نهج السنة على جهة العموم وكذلك وصف الجماعة لأن هناك عبارة أخرى غالبا تقرن بالسنة يقال السنة والجماعة ، هل السنة هي الجماعة ؟ لا إنما السنة منهج والجماعة كيان ، السنة منهج والجماعة كيان فالمنهج ما ذكرته لكم ، الكيان الجماعة هم الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم أي جماعة المسلمين الذين استمسكوا بالسنة وأخذوا بوصية النبي صلي اله عليه وسلم واتبعوا السنة وعلى هذا فإنهم وصفوا بالجماعة لأنهم أخذوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم (عليكم بالجماعة وعليكم بالجماعة) إلي آخره ولأنهم اجتمعوا على الحق وأجمعوا عليه واجتمعوا على الأصول الكبرى والمعاني العظمي من مسلمات الدين وثوابتها وعلى مصالح الأمة العظمي كبيعة إمام ، الاتصال والطاعة للوالي بالمعروف وغير ذلك من المصالح العظمي فهم يجتمعون عليها اجتمعوا على المصالح واتبعوا واجتمعوا على ما عليه سلف الأمة والتزموا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالجماعة وعلى هذا وهذا أمر مهم أرجو أن تنتبهوا إليه وعلى هذا فإن وصف السنة والجماعة ليس شعار ولا حزب ولا مذهب بل هو وصف شرعي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أعجب ولا ينقضي عجبي من أولئك الذين يدعون العلم والتعالم ثم يطعنون في مسمى السنة والجماعة ويزعمون أن هذا تحزب ويظنون أن هذا من صنع العلماء أو من صنع السلف وأنهم اخترعوه ليميزوا أنفسهم عن غيرهم وهذا خطأ فادح فالحق أن وصف السنة والجماعة أو أهل السنة والجماعة وصف شرعي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم . كيف ؟
أولا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما ذكر الافتراق حذر منها وذكر الفتن والاختلاف قال إن من يعش منكم بعدي فسيري اختلافا كثيرا قال فعليكم بسنتي . متي ؟ إذا وجد الخلاف . إذاً مع الاختلاف الذين استمسكوا بالسنة هم أهل السنة الذين أخذوا بالوصية فإذاً هذا وصف شرعي أيضا كذلك الجماعة لما ذكر الاختلاف والفرقة قال عليكم بالجماعة فعليكم بالجماعة ، وقال : إن يد الله مع الجماعة . فالجماعة إذا وصف شرعي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فهكذا الوصف بمجمله أهل السنة والجماعة أو السنة والجماعة منهج شرعي يمثل الإسلام بمصادره ومنهجه وليس فرقة ولا طائفة .
كذلك لأهل السنة والجماعة أوصاف في حق أوصاف إما أن تكون أوصاف حقيقية انطبقت عليهم اللغة لغة أو أوصاف شرعية جاءت في السنة أو أنها أوصاف أثرت عن أثر السلف الصالح ولا بأس في استعمال هذه الأوصاف إذا لم تقتضي تعصب مثل : أهل الحديث . أهل السنة أهل الحديث . بعض الناس قد يفهم من أهل الحديث أنهم رواة حديث لا ، نعم من أعظم خصائص أهل السنة أنهم رواة الحديث لكن لا يقف وصفهم على هذا فهم أهل الحديث العاملون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم رواية ودراية والحديث يرادف السنة لأن حديث النبي صلى الله عليه وسلم لأن الحديث هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم قوله وفعله وتقريره فهو مرادف لكلمة السنة إذا يرجع هذا الوصف إلي وصف بأهل السنة إذا هذا وصف .
الوصف الآخر أيضا : هم أهل الأثر من أوصافهم أنهم أهل الأثر . لماذا ؟ لأنهم على أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أثر السلف الصالح ، من أوصافهم أنهم السلف ، من أوصافهم أنهم أهل الاتباع ، من أوصافهم أنهم الطائفة المنصورة ، المنصورة بمعني أن الله عز وجل تكفل بنصرها إذا أخذت بأسباب النصر وكذلك الفرقة الناجية ، من عداها من أهل الافتراق الذين ما خرجوا عن الملة وهذه مسألة أرجو أن تنتبهوا إليها جيدا وهي :
أن من عدى أهل السنة والجماعة هل هم خرجوا من مسمي الإسلام ؟ لا ، الذين اتبعوا السبل ما لم يخرجوا من الملة وهم أكثر فرق الأمة ومن فرق الثنتين والسبعين التي خرجت عن السنة هم من المسلمين هم مسلمون لكنهم خرجوا عن السبيل اتبعوا السبل خرجوا عن السنة فيسمون أهل الأهواء يسمون أهل الافتراق يسمون أهل البدع يسمون الفرق المفارقة لأنهم اتبعوا السبل التي نهى الله عنها ونهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يخرجون من مسمى الإسلام لكنهم لا يسمون أهل السنة والجماعة ولا يستحقون هذا الوصف لأنهم خالفوا وصية النبي صلى الله عليه وسلم يالاستمساك بالسنة .
من الأمور التي يجب أن نقف عندها في هذه المقدمة في التأصيل هي خصائص عقيدة السلف :
إذا قلنا أن عقيدة أهل السنة والجماعة عقيدة السلف هي العقيدة الحق كيف نتعرف عليها كيف نعرف سماتها كيف نفهم الركائز التي تنبني عليها أو تعرف بها وهذه سمونها وخاصة في هذا العصر الذي كثر فيه تشقيق العلوم وعنصرتها أو ممكن نصفه بتعليب العلوم ، الناس كما علبت لهم المعلومات الآن يحتاجون أيضا إلي تعليب أو ما يشبه تعليب العلوم أي تيسيرها وتسهيلها وبيان صفات المناهج والأصول والمفردات لهذه المنهج ، لذا نحتاج إلي أننا نتعرف على خصائص هذا المنهج الذي نقول أنه المنهج الحق الذي هو الإسلام بمصادره وبمناهجه الذي هو منهج أهل السنة والجماعة يتميز بخصائص كثيرة وركائز وسمات ستأتي إن شاء الله من خلال الدروس القادمة على جهة التفصيل لكن الآن سأعرضها بإجمال .
فأولا أبرز سمة وأهم صفة السمة هي الكمال والشمول لأنه دين الله ودين الله كامل وشامل لكل زمان ولكل مكان ولكل بيئة ولكل مجتمع ولكل دولة وهذه مسألة هي حقيقة لكن إن تخلفت في بعض الأزمان والأمكنة فهذا بسبب تقصير المسلمين وإلا فإن أبرز سمة للدين كله والذي تمثله السنة والجماعة هو الكمال والشمول لأنه ربانية تنزيل من حكيم حميد وهو سبحانه العليم الخبير لمصالح العباد .
الأمر الثاني : النقاء نقاء المصادر وسلامة المصادر وأعني بذلك أن مصادر السنة هي مصادر الدين النقية بخلاف ما وقع فيه أهل البدع والافتراق فإنهم تعكرت مصادرهم ابتدعوا في الدين أخذوا من مصادر غير صافية إما آراء الرجال وإما الأهواء وإما الابتداع وإما أمور سنذكرها إن شاء الله في ثنايا الدروس .
النقاء : فمصدرها القرآن وسنة النبي – صلى الله عليه وسلم – القولية والفعلية والتقريرية أي ما ثبت من ذلك ما ثبت من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ومصدر الدين .
الإجماع هل هو مصدره ولا لا هذا سيأتي الإجماع طبعا هو مبني عن الكتاب والسنة لكن سأفصل فيه فيما بعد .
أيضا من خصائص منهج أهل السنة والجماعة البقاء والحفظ لأنه هو الدين الحق والدين قد تكفل الله بحفظه وقال عز وجل ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر:9] والله عز وجل كما تكفل بحفظ القرآن بحروفه وبمعانيه حفظا كاملا كذلك تكفل بحفظ السنة فالكفالة ليست للقرآن فقط لكن القرآن له خصائص أنه تكفل الله بحفظه بمعانيه وحروفه بحيث لا يزيد ولا ينقص ولا يمكن التعرض له بأي تحريف ولا نقص .
السنة : قد تروى بعضها بمعاني وقد تروى بالسلوك والقدوة ومع ذلك السنة محفوظة لأنها مصدر الدين ، البقاء والحفظ .
غير أهل السنة والجماعة قد يقول قائل : أليس عندهم مصادر محفوظة نقول نعم فيما أخذوا به من القرآن والسنة محفوظ لكنهم اعترتهم مصادر أخرى يعتريها جميع أنواع الاعتلال ، الاعتلال التي تعتري البشر من النسيان ومن النقص والخلل والفناء اللي هي نتاج البشر الذي أدخلوه وجعلوه باسم الدين هذا لاشك أنه أولا ناقص وثانيا أنه ليس مصدر فمن هنا لا تتوفر صفات الثبات والبقاء والحفظ والنقاء إلا لأصول أهل السنة والجماعة .
يا شيخ بارك الله فيكم هل يشترط للجماعة أن تكون هي الأغلبية لأن هذا اللفظ يلتبس على كثير من الناس ويستدلون بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالجماعة فالأشاعرة مثلا هم أكثر أعيان المسلمين فهم إذن علي الصواب ؟
نعم هذا سؤال جيد ،جزاك الله خير، أولا ليس من شرط البقاء على الحق الأكثرية بل إن قطعيات النصوص تدل على عكس ذلك خاصة في بعض الأزمان وبعض الأحوال ، ولذلك وصف النبي صلى الله عليه وسلم أهل الحق أنهم في بعض الأحوال أنهم غرباء حينما يكثر الفساد ويبقي الصالحون قلة هذا أمر .
الأمر الآخر تشير النصوص إلي أن أهل السنة ضمن فرق المسلمين فرقة من العديد من الفرق كما جاء في حديث الافتراق وعدد الفرق بين ثلاث وسبعين فرقة وقعت في الافتراق والأهواء فالواحدة من ثلاث وسبعين قليلة وإن كان هذا لا يتعلق بالعدد لكن في مؤشر على أنهم أي أهل الحق يقلون خاصة في بعض الأزمان وبعض الظروف .
الأمر الآخر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر الافتراق واتباع السنن خاطب المجموع مما يدل على أن الأكثرية ستقع في مما وقعت فيه الأمم من الافتراق والأهواء والاختلاف في الدين كقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ( لتتبعن سنن من كان قبلكم ) شوف الخطاب الخطاب إيش لعموم الأمة ولا يعني ذلك كلها إنما الأغلب ، الحديث يدل على أن الأغلب وإلا فهذا العموم مستثنى بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من عاداهم إلي أن تقوم الساعة ) ولذلك ينبغي دائما أن تجمع النصوص ، ويرد بعضها إلى بعض و نأخذ النص العام ولا نخصصه بما يخصصه فنقع في الهلكة أو الاعتقاد الخاطئ والتصور الآخر الخاطئ عن الناس ونخطيء جميع الناس لا إذن هذه الأدلة بمجموعها والواقع أيضا وهو واقع ظاهر يدل على أن أهل الحق قد يقلون ، بل وقد أحيانا يتشتتون في بعض البلاد ، قد تجد في بعض الأماكن وبعض البلاد أهل السنة قلة قد تجد في بعض الأرياف والقرى البعيدة التي هيمنت عليها البدع قد تجد واحد سني صاحب سنة والبقية يكونون قد وقعوا في البدع والأهواء والله أعلم .
نعم لا شك قاعدة في كل زمان وفي كل مكان ، المعيار هو الحق كما قال أحد السلف عبارة جميلة "ولو كنت أحبي"
مسألة التكفير خطيرة جدا وذكرتم من موانع التكفير للمعين ما هي لو تفضلتم يا شيخ ؟
نعم موانع التكفير كثيرة أهمها :
أولا : الجهل .
وثانيا ا: لإكراه .
وثالثا : التأول .
ورابعا : الاشتباه .
هذه أصول أو أغلب قواعد الأعذار ومع ذلك الأعذار لا تتناها أحيانا الإنسان يكون له ظرف معين يلتبس بأحوال يعذر بهذا الحال بعذر عادل غير هذه الأعذار الكبرى.
أيضا من خصائص السنة والجماعة الوضوح منهج أهل السنة والجماعة يتميز بالوضوح والنقاء ولذلك وصف النبي صلى الله عليه وسلم بالبيضاء يقول في الحديث الصحيح (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك) ويقول صلى الله عليه وسلم (جئتكم بها بيضاء)بيضاء نقية ، بيضاء نقية لا يعتريها أي غبش وهذا يصحب يعني أصول السنة إلي قيام الساعة لأنه لا يعقل أن يعتري السنة شيء من الغبش لأن هذا يقتضي النقص في الدين وحاجة الناس إلي الوحي وقد انقطع الوحي بنبينا صلى الله عليه وسلم وانقطعت النبوة ، تكفل الله بحفظ الدين وهذا يقتضي البقاء والنقاء والوضوح لكل من أعطاه الله بصيرة والوضوح أمر نسبي الوضوح لمن وفقه الله للهدي وإلا فأهل الأهواء والنفاق هم عليهم عمى قد تعمي عليهم الواضحات نسأل الله العافية إنما هو واضح لمن الجد في تحصيل الحق لمن صدق في البحث عن الحقيقة واضح لمن وفقه الله وهداه ولمن سلك وسائل وأسباب الهداية عن تجرد وإخلاص فإنه يجدها واضحة نقية كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم أيضا من سمات السنة والجماعة الاعتدال والوسطية في كل شيء ولذلك تجد أهل السنة والجماعة دائما في أصول الدين وسط بي طرفين بين طرف أهل الغلو وبين طرف أهل التساهل والإعراض في سائر أمور الدين في أركان الإيمان وأركان الإسلام في مسائل النظر إلي الغيبيات في الأحكام على العباد في تطبيق الشرع والعمل به في العبادات نعم على سبيل المثال :
في مسألة الوعد والوعيد هو وسط بين المرجئة الذين لا يعتبرون أي اعتبار للوعيد وبين الخوارج الذين لا يضعون أي اعتبار للوعد فالخوارج يأخذون بنصوص الوعيد على أشد ما يمكن أن يحملوه على أشد محامله و المرجئة يأخذون بنصوص الوعد على أشد محاملها فأهل السنة بين هذا وذاك يؤمنون بالوعد وأنه صدق وحق ويؤمنون بالوعيد ويردون هذا إلي هذا لأن نصوص الشرع لابد أن تتكامل لا سيما أن نصوص الوعيد فيها الكثير مما يقصد به الزجر وله استثناءات وله نصوص أخري تفسره فعلى هذا أهل السنة في جميع أمور الدين الاعتقادية والقولية والعملية هم وسط هم منهج الاعتدال ونجد هذا ظاهر في أحداث اليوم وإن كانت كثيرا من مواقف أهل السنة والجماعة لا تزال يعني تعتريها وسائل أو يعتريها النقص في وسائل النشر إلي أنها وسائل مباركة ومع ذلك إلا أن قصدي أنها العقيدة مباركة تبلغ الناس حتى بالوسائل البدائية فأقول : حتى في الأحداث المعاصرة نجد مواقف أهل الاعتدال مشايخنا الكبار العلماء الدعاة الذين استقاموا على السنة نجد أن منهجهم هو منهج الاعتدال إذاء يعني طائفتين من الأمة طائفة الغلو الذين سلكوا مسالك التكفير والفساد في الأرض والتفجيرات وغيرها وطائفة الإعراض والتساهل من الذين تميعوا في الدين وأضاعوا حقائق الدين الولاء والبراء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى لا يكادون يجعلون الدين معالم فهم وسط بين هذا وذاك .
ثم إنها توقيفية أصول أهل السنة والجماعة منهج أهل السنة والجماعة توقيفي بمعني توقيفي لا مجال للاختراع فيه ولا زيادة ولا نقص موقوف على ما جاء في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الأشياء المهمة التي يحسن التنبيه عليها بهذه المناسبة في هذا المقام أن أصول الاعتقاد الأصول المسلمات الثوابت ليست مجال للاجتهاد وهذا معني كلها ثابتة لو كانت مجال الاجتهاد ما استقرت لو كانت فيها مجال لإدخال العقل والعواطف والأهواء والرغبات والأمزجة لما وجد فيها كمال ولا نقاء ولا سلامة ولا بقاء ولا وضوح ولا اعتدال ولا توقيفية لكن نظرا لأن العقيدة هي الأصول والثوابت فهي محل إجماع عند السلف إن خالف فيها المخالفون فهذا لا يعني إنها اعتراها النقص ، النقص في من خالفوا وليس فيها إذا هي توقيفية موقوفة على ثوابت القرآن والسنة موقوفة على ما أجمع عليه السلف ومن هنا فلا مجال الاجتهاد فيها .
نعم الاجتهاد ، الاجتهاد في مسائل الأحكام أي في مسائل الأحكام في الفقه والأمور الأخرى بل حتى في الفرعيات التي تتفرع عن مسائل العقيدة التي لم تثبت أدلتها في مسائل تشكل على بعض طلاب العلم تدخل في بحوث العقيدة هي محل خلاف عند أهل العلم ويظن بعض الناس إنها في العقيدة ومن هنا ظنوا أن الخلاف فيها خلاف في العقيدة وهذا خطأ هي مسائل تفرعت عن مسائل العقيدة وليست من أساسيات العقيدة على سبيل المثال :
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم إلي ربة في المعراج هذه ثابتة لكن هل هي عينينة أو قلبية هذا محل خلاف وكونه محل خلاف ، العيني والقلبي لا يعني أصل الرؤية غير ثابت وهكذا هذا من أجل توضيح الأمر لألا يكون فيه لبس ثم أخيار في خصائص وليس آخرا لأن خصائص العقيدة لا تنتهي لكن المهم منها .
أن عقيدة السلف الصالح للسنة والجماعة نظرا لأنها تمثل الإسلام بمصادره ومنهجه الإسلام الحق فهي التي تحقق الأمن والسعادة في الدارين لأفراد الأمة ومجموعاتها الله عز وجل يقول (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) [الأنعام:82] الأمن ليس فقط يا أخوان الأمن الظاهري وإن كان مقصود شرعا لكن أيضا الأمن الباطني وهو مرتكز الأمن أمن القلوب أمن النفوس أمن العقول ولذلك جاء الدين بحفظ الضرورات الخمس التي لا يمكن تحفظ إلا بالأمن جاء بحفظ الدين وحفظ العرض وحفظ المال وحفظ النفس وحفظ العقل وهذه الأمور لا يمكن تقوم إلا على أساس الدين تحقيق الأمن والسعادة في الدارين ولذلك مما ينبغي أن ننبه المسلمين جميعاً له اليوم إنه في ظل هذه الظروف القاسية التي تعيشها الأمة في ظل هذه الأحداث المؤلمة وما تعيش الأمة من حالة الوهن والضعف والتفلت والفرقة يجب أن نذكر المسلمين بأنه لا يمكن أن يستقيم لهم أمر ولا يعتزوا وينتصروا ولا يجتمع شملهم ولا يخذل عدوهم إلا باستقامة العقيدة هذه حتمية نعم بل لا يمكن أن تزدهر لهم مدنية وحضارة على وجه كامل إلا باستقامة العقيدة، نعم الأمم الأخرى قد يعطيهم الله الحياة الدنيا أي أمة من الأمم غير المسلمة قد تزدهر دنياها قد تملك حضارة مدنية حتى ولو لم تلتزم شرع الله لأن الله عز وجل تكفل للكفار أن يعطيهم حظهم من الحياة الدنيا وليس لهم في الآخرة من نصيب ، لكنَّ المسلمين لا عزهم اجتماعهم نصرهم أيضا وحدتهم لا يمكن أن تكون إلا بالاجتماع على المعتقد الذي جعله الله عز وجل أصل الاجتماع وهو المعتقد السليم .
الخلاصة في هذا المقام أن السنة والجماعة كالإسلام ، السنة والجماعة تعني الإسلام نفسه في مصادره وأصوله وقواعده وأحكامه فليست كما قلت السنة والجماعة ليست فرقة ولا مذهب ولا حزب بل هي الدين الذي ارتضاه الله لعباده ولذلك يجب التنبيه على ما يقع فيه بعض الجهلة من المنتسبين للسنة من رفع السنة شعاراً أو انتماءات يكون عليها تعصب أو ولاء وبراء على أمور خلافية وهذا مما تسبب في تشويه صورة السنة والجماعة عند كثير من الناس من المسلمين وغير المسلمين أعني وجود طائفة من لا يعرفون هذا الأصل قد يتحزبون وقد يتكتلون تكتلات غير مشروعة تحت شعار السنة والجماعة ، والسنة والجماعة إنما هي منهج ، منهج أمة يسلكه وينتمي إليه كل من سلكه دون أن يكون هناك تعصب لأفراد ولا لأصول يصنعها الناس ولا لتنظيمات ولا لتجمعات فهي الدين الحق ، والدين الحق يشمل كل من اعتنقه بدون أي وسيط من أنظمة أو أفراد .
يفهم من كلامكم أن وصف أهل السنة والجماعة ينطبق على جميع المسلمين في الوقت الحاضر ؟
لا ، لا ينطبق على جميع المسلمين في الوقت الحاضر ، السنة والجماعة هم الذين التزموا نهج النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة من المسلمين ، بقية الفرق تبقي تحت مسمي الإسلام ومسمي المسلمين لا يعني الإسلام ينقسم لكن لأن المسلمين انقسموا على الإسلام ، انقسموا حوله الإسلام لا ينقسم ولأن الذين خرجوا عن السنة خروجهم ليس خروج ردة فبقوا تحت مسمي الإسلام لكنهم بأوصاف أخري يعني الفرق معروفة وصفت قديما وحديثا وغير الفرق أيضا يصفون بأنهم ، أو المجموع سواء من انتمي لفرقة خرجت عن السنة والجماعة أو لم ينتمي كل يشمله الوصف العام أهل الأهواء أهل البدع أهل الافتراق يكونون تحت مسمي المسلمين وعلى هذا ليس كل المسلمين على السنة إلا من التزم هذا المنهج لكن أحب أن أشير بهذه المناسبة إلي أمر هو :
أن أغلب عوام المسلمين ، عوام المسلمين وهم أكثرية أغلب عوام المسلمين الذين لم يتلبسوا ببدع ولم يكن عندهم اعتقادات باطلة بقوا على الفطرة والسلامة فالأصل فيهم أنهم من أهل السنة والجماعة حتى لو لم يعرفوا ذلك ولو لم يعلنوا ذلك أو حتى ولو انتموا لبعض الفرق مجرد انتماء نعم انتماء بدعة ولكنها ذلة هي مذلة لا تخرج الإنسان من السنة ، فهذه مسألة مهمة وتحتاج إلي أن تتوافر لدينا الدراسات والإحصائيات الدقيقة لعلنا نكتشف وهذا ما يعني يبدوا لي لعلنا نكتشف بالإحصائيات أن أغلبية عوام المسلمين نظرا لأنهم ليسوا أهل بدع في اعتقاداتهم ولا عندهم أيضا تأصيل للبدع تبعيتهم تبعية غير بصيرة وأيضا لا يمارسون البدع العملية الكثيرة وأغلبيتهم إن شاء الله يدخلون في مسمى السنة والجماعة .
نعم من الأمور المهمة ما يتعلق بقواعد وأصول التلقي والاستدلال هذه من المصطلحات الحديثة لكنها مصطلحات صحيحة التلقي والاستدلال أو منهج التلقي والاستدلال مصطلح معاصر لكنه صحيح يعني معناه مصادر الدين وكيف نستمد الدين منها فمصادر الدين هي مصادر التلقي وكيف نستمد هذا يسمى منهج الاستدلال ، إذاً ينشأ على هذا سؤال به يتقرر الأصول التي تتعلق بقواعد وأصول التلقي والاستدلال هذا السؤال هو ، ممن نستمد الدين ، وكيف نستمده ؟ نقول نستمد الدين من مصادره ، ما هي مصادره ؟ مصادره نعم تفضل
مصادر الدين هي الكتاب والسنة والإجماع.
طيب إذا قلنا هذا الاستمداد هل هو مجرد الاستمداد الدين من المصادر هل بمجرد أن يتناول أي إنسان يقرأ نص يتناول الأحكام كما يحلوا له ؟ نعم ما رأيك ؟
لا ليس بذاك .
إذاً ما الذي نحتاجه ؟
نحتاج إلي المهارة والدربة في معرفة كيفية الاستدلال والفقه فيها ، الشيخ : والأصول الشرعية ، أحسنت .
الشيخ : يعني عندما نقول مصادر الدين قد يتفق معنا أغلبية المسلمين حتى الذين وقعوا في الأهواء والبدع والافتراق على أن المصادر الكتاب والسنة وكلٌ يدعي وصلاً لليلى بل لا تجد فرقة إلا تدعي أنها تلتزم بالكتاب والسنة لكن كل دعوى ولها حقيقة لابد أن نميز الأمور بأصول شرعية أين الحقيقة أنا ما أفرضها على الآخرين ولا يفرضها عليَّ الآخرون ، حقيقة تحرير مصادر التلقي مصادر الدين وكيف نستمد منها ، حقيقة لها أصول شرعية رسمها النبي صلى الله عليه وسلم ورسمها الصحابه هذه الحقيقة هي تسمي منهج التلقي والاستدلال وتتركز في الأصول التالية :
الأصل الأول : مصدر الدين عموماً والعقيدة على وجه الخصوص هو كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة قلنا الصحيحة لأنه ما لم يصح لم يستمد منه الدين لا يأتي بمصدر للدين لأنه يتكلم عن الدين بأصوله وثوابته ومسلماته لا الاجتهاديات مع أن الاجتهاديات ترتكز على الدليل لكن أحياناً في الأمور الاجتهادية في مسألة الأخلاق والفضائل مثلا قد يستمد العالم بدليل ليس بثابت لكنه أيضا ليس بموضوع يعتقد أنه دليل ضعيف لكن فيه حكمة فيقول على الأقل أنا أعتبره حكمة ، هذا بالنسبة للأمور الاجتهادية أما في أمور قطعيات الدين العقيدة الثوابت المسلمات لا يمكن أن يرد مصدر غير الكتاب والسنة ، والإجماع وهو مصدر لابد أن يرتكز عليه الكتاب والسنة ولذلك بحمد الله لا يوجد إجماع عند السلف ليس له مرتكز من النصوص لأن الإجماع مبناه على الحق والحق مصدره مصادر الحق الوحي المعصوم في القرآن والسنة ومصادر الحق لابد أن تتضمن بعض الأصول التي تحتاج إلي استنباط فهناك أشياء اجمع عليها ، أجمع عليها السلف لأنها إما أن تنبني على قاعدة جاءت بنص أو قاعدة جاءت بمجموعة نصوص أو منهج علمي وعملي رسمه النبي صلى الله عليه وسلم في سيرته ورسمه الصحابة في سنة الخلفاء الراشدين فصار هذا المنهج العملي إجماع لأنه راجع إلي تطبيق الدين ، وهذا يسمي منهج ، فإذا قلنا مصادر الدين الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح قد يرد تسائل وأنا أسأل الطلاب الآن عن هذا السؤال العقل أليس مصدر نعم العقل نعمة من نعم الله عز وجل كرم الله بها العباد وجعلها مناط التكليف أليست مصدر ها ما رأيكم ؟
العقل لا يعتبر مصدر ، لكن العقل الصريح أو الصحيح لا يخالف النقل الصريح .
أي نعم العقل السليم لا يمكن أن يخالف الشرع لأن هذا خلق الله وهذا أمره ولا يمكن أن يتعارض خلق الله وأمره ، هذا الجواب يعني مقارب ، الجواب بالتفصيل إن العقل وسيلة لا يستقل بتقرير الدين نعم ، نعم العقل وسيلة وهو مناط التكريم مناط التكليف وهو وسيلة الاجتهاد ولولا أن الله أعطانا عقول ما عرفنا الهدي الذي يسره الله لنا وإن كان هذا بتوفيق الله لكن من توفيق الله أن أعطي البشر عقولاً يهتدون بها فهو إذا وسيلة وليس مصدر إلا بالإجماليات وهذا يعني عند التحرير ، ماذا نقصد بالإجماليات ، نقصد بالإجماليات أن العقل السليم يدرك المجملات التي لا تغني عند الله عز وجل ولا توصل إلي المنهج الكامل وتفصيلات الأصول وتفصيلات الشرائع يعني مثلاً العقل السليم يدرك ضرورة التزام الصدق ، والدين جاء بوجوب الصدق يدرك خطورة الكذب والدين جاء بتحريم الكذب العقل أيضا بعض العقول المتميزة المرهفة قد يدرك ضرورة الباحث لأنه لما يري حياة الناس وما فيها من تفاوت وما فيها من ظلم وما فيها من مشاكل ولأواء يدرك بعقله أنه لابد من حياة يكون فيها إنصاف وعدل أخري هذا الإدراك الإجمالي للعقل هل يمكن أن يدرك به صاحبه البعث والنشور والصراط والميزان والحوض ، هل يمكن ؟ هذه أمور غيبية . العقل لا يدركها على جهة التفصيل. فبذلك العقل أحالنا على النص فما دام أحالنا على النص أصبح العقل وسيلة وليس مصدر نعم العقل من مصادر العلوم الإنسانية العلوم التجريبية الله عز وجل أعطي العقل من التكاليف ما ينوءوا به ، لا يستطيع ، عقول البشر التي كدت وكلت في البحث عن أسرار الكون إلي الآن ما انتهت إلا إلي جزء يسير جدا من أسرار هذا الكون .
شيخ سؤال الله يحفظك ، ما الطريقة السليمة للتمسك بعقيدة أهل السنة والجماعة في هذا الزمن يا شيخ أو في هذه الفتن التي تعج فيها البلاد ؟
كأنه يسأل السائل الأول الطريقة السليمة لنشر السنة هذا السؤال مهم أهل السنة والجماعة يجب أن يبذلوا كل وسيلة مشروعة لنشر السنة لا مجرد تكثير الناس وهذا مطلب شرعي فكلما يهتدي الناس على أيدينا فهذا مطلب شرعي لكن لأن الله ما أوجب ذلك أوجب علينا الدعوة إلي الحق والنصح للأمة فمن مقتضى نصيح الأمة أن يسعى أهل السنة والجماعة إلي تحصيل كل وسيلة مشروعة لنصر السنة وكلها تنبني على الأسس التالية :
أولا : الدعوة بالقدوة أنا أعتقد أن أهل السنة خاصة الشباب الدعاة المتحمسين ركزوا على وجود القدوة في تعاملهم مع الله عز وجل وتعاملهم مع الخلق وإظهار السنة على سلوكياتهم لكان هذا كافياً عن كثير مما نقوله من محاضرات وندوات ووسائل ، ولذلك نجد أكبر مؤثر في نشر السنة بل وفي نشر الإسلام أيضاً عبر التاريخ هو القدوة ، القدوة بالسنة هذا أمر ، الأمر الآخر ما يمكن أن يكون أو ما نسميه بضرورة تحقيق الاجتماع الذي أمر الله به والاجتماع يأخذ مراحل يعني كثير من أهل السنة يطمح لجمع الأمة وهذا مطمح كبير جيد لكنه ينبغي أن يتدرج بأن يجمع جهود أهل السنة للقيام بالنصيحة لباقي الأمة .
وكيف يكون ذلك ؟
بأن تتضافر الجهود لتطبيق السنة بين أهل السنة ثم القدوة ثم وسائل النشر تتكاتف الجهود وتتضافر بالوسائل المتاحة .
الأمر الثالث : أن نشر السنة ينبني على النصيحة وأعني بذلك أن يبتعد دعاة السنة مما يقع فيه بعضهم مع الأسف من القسوة والتشهير والعنف في الكلمة وفي التعامل ونأخذ بوصية النبي صلى الله عليه وسلم الرسول صلي اله عليه وسلم يقول ( ما كان الرفق في شيءٍ إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه ) ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث أصرح من هذا في هذا الباب يقول : ( إن الله ليعطي بالرفق ما لا يعطي بالعنف ).
أبغي سؤال عن اعتقاد أهل الشيعة الحاضرة والفرق الضالة هل هم مساوين في اعتقادهم لاعتقاد أهل السنة والجماعة ؟
كيف يمكن للمسلم أن يحافظ على ما يكون من أهل السنة والجماعة في هذا الزمان الذي اختلف عن زمان أهلنا ؟
المحافظة على السنة يسيرة ولله الحمد لأن الله عز وجل جعلها نقية بينة ظاهرة وسهلة أيضاً لأنها تحتاج إلي بذل أسباب الصدق أولاً ينبني على التزام السنة الصدق مع الله عز وجل والصدق في البحث عن الحق هذا أولا ، ثانيا تأسيس السنة والجماعة من حيث المعتقد ومنهج بالتعلم معلوم أن أهل السنة والجماعة خاصة عوامهم الذين أخذوا السنة والجماعة بالتبعية للآباء والأجداد ما ثَبَّتُوا لا تنبت أصول السنة في قلوبهم عن طريق التعلم ويحتاج من يريد أن يثبت على السنة أن يتعلم الأصول الضرورية ما أقصد أن يكون عالم في العقيدة لا يتعلم بداهيات ومسلمات الدين التي ينبني عليها عقيدة أهل السنة والجماعة الأمر الآخر القدوة النظر إلي القدوة العلماء الذين يمثلون السنة والجماعة يجب أن يكونوا هم مرجعية فهم السنة بل يجب أن يكونوا مرجعية الأمة كلها لكن هذا من أسباب البقاء على السنة أن يكون العالم هو قدوتك ومرجعيتك الأمر الآخر مما يظهر لذلك تهيئة الجو جو المخالطة والمجالسة لأن المرء من جليسه يحرص المسلم والمسلمة على أن تكون مخالطته ومعايشته لمن حوله مع من يلتزمون السنة ليسلم من غوائل الخلطة بأهل الأهواء .
يا شيخ بالنسبة للبدعة هل تعتبر في حقيقتها كفرا ، وتقسيم البدعة إلي مكفرة أو محرمة وما شابه ذلك هل هذا التقسيم صحيح ؟
لا البدعة من حيث التقسيم تنقسم إلي ثلاثة أقسام :
بدعة مكفرة هذه كفر وليست محل الحديث الآن يعني تُخرج من الملة كالشرك بالله عز وجل دعاء غير الله هذا شرك يعني يدخل في منظومة البدع بالمفهوم العام لكنه بدعة شركية يعني مخرج من الملة هذا في العموم ومع ذلك إخراج الفرد يحتاج إلي تطبيق الشروط التي سبق ذكرتها .
النوع الثاني: البدع التي لا تخرج من الملة نوعان بدع مغلظة هي كبائر ، بدع منهجية كبري أو المغلظة بمعني أنها ورد فيها الوعيد وبدع صغري مثل بعض أنواع التوسل البدعي بعض أنواع التبرك البدعي التي هي محل نزاع أو بدع إضافية فالبدع الكبرى والبدع الصغرى لا تخرج من الملة ويبقي صاحبها صاحب بدعة ويقال أنه من أهل البدع هذا إذا تكاثرت عنده .
ومن هنا الإجابة على كثير مما ورد في الأسئلة أن متي نحكم على الشخص أنه مبتدع أولا لا نحكم على المسلم بأنه خارج من الملة ببدعته إلا بتطبيق الشروط الأمر الثاني إذا وقع في البدع متي نقول هذا مبتدع ومن أهل الأهواء والبدع ما نقوله إلا بشروط أهمها ، أو تجتمع هذه الشروط في شرطين أو في وصفين ، الوصف الأول إذا كان على نهج فرقة من الفرق يعني يلتزم نهجها ويدين بها ويعتقد ما تقوله في الجملة ولو لم يكن يعرف التفاصيل إذا انتمي إلي فرقة وتسلم بنهجها فهو مبتدع فرقة مبتدعة يعني حكم عليها بالابتداع .
الوصف الثاني: إذا كان صاحب البدعة تكاثرت عنده البدع حتى أصبح هديه وسمته وسلوكه سلوك أهل البدع إذا تكاثرت عنده يسمي مبتدع أما إذا عمل ببدعة صغيرة جزئية بدعة واحدة وبقية أموره على السنة فهذه زلة لا يقال صاحبها مبتدع لألا يُنَّفَر من السنة والزلة تقع من مسلم وهي من باب الخطأ.
بعض الناس في شبهه يقول أن جميع الفرق تقول أنهم من أهل السنة والجماعة ، الصوفية تقول أنها مع أهل السنة والجماعة والخوارج يقولون أنها أهل السنة والجماعة فكيف نرد هذه الشبهة وكلهم يدعون أنهم يتبعون الرسول صلى الله عليه وسلم ويتبعون كتاب الله عز وجل فكيف نرد عليهم ؟
بعض الجماعات المعاصرة الآن يرون أنه لا ينبغي تسمي بأهل السنة والجماعة وإنما يتسمون بأهل الحديث قالوا لأن الآشاعرة تسموا بالوصف الأول .
على الحال هذا من الأوصاف المترادفة يعني أهل السنة والجماعة وأهل الحديث والطائفة المنصورة والفرقة الناجية وأهل الأثر وأهل الاتباع أو سبيل المؤمنين أو الصراط المستقيم ونحو ذلك هذه أوصاف شرعية معتبرة بقي متي يتسمى صاحب السنة ومتي لا يتسمي أنا في تقديري أن هذا راجع إلي ظروف المسلم أو صاحب السنة في المكان اللي هو فيه فمثلا عندنا في المملكة العربية السعودية وفي عيون جزيرة العرب في اليمن في الخليج الغالبية على السنة فلا نحتاج إلي أننا نأتي بتمييزٍ آخر لكن نجد مثلا في البلاد الأخرى في بقية بلاد المسلمين قد تتسمي بعض الفرق بأهل السنة والجماعة وتكون أكثرية أو كثيرة فيقع الخلط واللبس فالأهل السنة أن يتميزوا بوصف شرعي صحيح من دون تعصب حتى السلفية يعني مثلا قد يكون بعض البيئات يحتاج إلي أنه يقول فلان سلفي ونحن على السلفية وإن كنت عندي تحفظ على الإطلاق هذا لأن فيه من التشويش والحرج الشيء الكثير لكن مع ذلك قد نعذر بعض الذين يضطرون لاستعمال هذا الوصف إذا كان الوصف الآخر يلتبس فمتى التبس وصف من الأوصاف الشرعية يلجأ إلي وصف آخر والله أعلم .
طيب يا شيخ أخونا الحبيب من دولة المغرب يقول هل وقع خلاف بين الصحابة يا شيخ في العقيدة ؟
الشيخ : لا الصحابة ما وقع عندهم فرقة ولا ابتداع لكن قد يقع من بعض أفراد الصحابة بعض الذلات التي تندرج تحت مفردات البدعة لكنها تكون عن تأول واجتهاد خاطئ وهي بمثابة ذلة العالم لكن القاعدة المجمع عليها والحقيقية من الواقع أنه لم يكن أحد من الصحابة وقع في الافتراق والأهواء والبدع على الإطلاق أما الذلة فنعم لأنه ليس معصوم إلا النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك لا يوجد صحابي عنده منهج في الابتداع أبدا إنما الذلات قد تصنف أنها من نوع البدع كما حصل من بن عمر رضي الله عنه لأن بالمثال يتضح المقصود كما حصل من بن عمر رضي الله عنه بالغ في تتبع بعد آثار النبي صلى الله عليه وسلم على وجه لم يرد عن كبار الصحابة الآخرين فهذه ذلة عالم .
أنكم قلتم الفرق ثلاث وسبعين فرقة أو شعبة لا تخرج من دائرة الإسلام فكيف توفقون وتجمعون بين هذا الحديث وبين حديث كلها في النار إلا واحدة وهل يحكم على عيان هذه الفرق والمذاهب بأنهم أهل الأهواء .
نعم سؤال جيد الحديث هو نفسه يحكم بأنهم من أهل الملة لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن اليهود افترقوا على إحدى وسبعين والنصارى على ثنتين وسبعين وقال ستفترق هذه الأمة أمة الإجابة أمة الإسلام على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة . في النار يعني من أهل الوعيد كما أنها الكبائر في النار الزاني يعني إذا مات على كبيرته آكل الربا إلي آخر أصحاب الكبائر إذا ماتوا إذا لم يتغمدهم الله برحمته أليسوا من أهل النار حتى يتطهروا فيها ثم يخرجوا منها فهذا معني كون أهل الافتراق الثنتين والسبعين من أهل النار يعني من أهل الوعيد من أهل الكبائر لأن بدعهم كبائر فالأمر بَيِّن والحمد لله ولذلك ذكر شيخ الإسلام بن تيميه أن هذا مما اتفق عليه سلف الأمة أنهم اتفقوا على أن اثنتين والسبعين لا تخرج من الملة وإذا خرجت فرقة من الملة لم تعد من الثنتين والسبعين رجعت إلي أهل الردة نسأل الله العافية .
الفرق يا شيخ بين التوحيد والعقيدة أوليس العقيدة متضمنة للتوحيد ؟
بلى التوحيد هو أعظم مباني العقيدة التوحيد يقصد به توحيد الله عز وجل وتعظيمه بأسمائه وصفاته وأفعاله وتوحيده بالعبادة وهذا المبنى هو تاج العقيدة هو رأسها هو الإطار الذي تدور عليه العقيدة فنظرا لأنه هو أصل العقيدة التوحيد أحيانا تسمي العقيدة كلها بالتوحيد ولا مشاح في الاصطلاح لكن مسمي العقيدة اشمل ، أشمل وأوثق .
من عادى أهل السنة والجماعة من الروافض والصوفية وغيرهما هل يخرج من الملة ؟
هذا يتدرج يعني مجرد العداوة عن هوى وعن جهل هذه كبيرة من كبائر الزمان ، إما إذا كانت العداوة عداوة الدين فهذا يكون كفر في العموم لكن يبقي ونحترز جميعا في مث
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين , محمد بن عبد الله الصادق الطاهر الأمين وبعد :
نبدأ اليوم دروسنا مع الدكتور ناصر العقل من ضمن سلسلة دروس العقيدة
ونبدأ مع رابط التسجيل الصوتى للدرس الأول
http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Item&id=57&node=319&format=rm&lang=Ar
والان مع الدرس المفرغ
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله ورضي الله عن صحابته والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين وبعد :
فإنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) وإن أعظم الفقه في الدين هو الفقه الأكبر كما سماه السلف الصالح أعني فقه العقيدة والأصول والمسلمات والثوابت التي يقوم عليها الدين لاسيما وأن المتأمل لحال المسلمين اليوم يجد أن حاجتهم إلي تثبيت الأصول إلي تثبيت العقيدة وأصول الدين حاجة ملحة بل ضرورية لأنها اختلت عند الكثيرين وجهلها كثيرون، لأن العقيدة هي التي تحكم علاقة المسلم بربه عز وجل وعلقته بالخلق على منهج سليم يرضي الله سبحانه وتعالي ويحقق السعادة في الدنيا والفلاح في الآخرة والنجاة ثم أصول الدين والمسلمات وهي العقيدة هي الرابط الأبقى والأقوى بين المسلمين في كل زمان إلي قيام الساعة كما أنها أيضا هي الرابط فيما بينهم وبين الأمم الأخرى والبشرية جمعاء وهي الرابط السليم بين عالم الشهادة وبين عالم الغيب جاءت من لدن حكيم خبير ، من هنا تأكدت ضرورة تثبيت العقيدة في قلوب المسلمين ومن هذا المنطلق تبنت هذه القناة المباركة قناة المجد هذا الدرس وغيره من الدروس في هذا الأمر من أجل الإسهام في نشر العقيدة وغرسها بين أجيال الأمة ومن هذا المنطلق أيضا كان لابد على علماء الأمة بخاصة وطلب العلم بعامة من أن تتضافر جهودهم عبر جميع وسائل الإعلام على القيام بهذا الواجب ونظرا لأنه في بداية كل علم لابد من الوقوف على مصطلحاته فلابد أن نستهل هذا الدرس بالتعريف بأهم مصطلحات الموضوع أو مصطلحات العقيدة وما يرادفها فأولا يحسن أن نعرف بالعقيدة لغة:
فالعقيدة لغة مأخوذة من العقد وهو الشد والربط بإحكام ولذلك يعني مما هو جارى على ألسنة الناس تسمية كل أمر ذي بال بأنه عقد فإجراء النكاح عقد ، إجراء البيع عقد وهكذا سائر العقود والعهود تسمي عقد مما يدل على أهميتها إذا فالعقيدة سميت عقيدة لأنها تنبني على اليقين والعقد الذي يستقر في القلب ويسلم به العقل ويحكم المشاعر والعواطف .
أما من حيث الاصطلاح فإن العقيدة لها معنيان ، معني عام يشمل كل عقيدة حق أو العقيدة الباطلة عند أهل الباطل وهي تعني اصطلاحا الإيمان واليقين الجازم لدى المعتقد أي الذي لا يتطرق إليه شك ، أما العقيدة الإسلامية فهي تعني اليقين والتسليم والإيمان الجازم بالله عز وجل وما يجب له من التوحيد والعبادة والطاعة ثم بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر وسائر أصول الإيمان ثم أركان الإسلام والقطعيات الأخرى وهي كثيرة كالشفاعة والرؤية والأمور العملية أيضا التي هي من قطعيات الدين كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد والحب في الله والبغض في الله ونحو ذلك مما يندرج في الواجبات حتى في العلاقات بين المسلمين كحب الصحابة رضي الله عنهم وحب السلف الصالح وحب العلماء وحب الصالحين ونحو ذلك مما هو مندرج في أصول الاعتقاد وثوابته .
وعلى هذا فأن أمور العقيدة هي كل ما ثبت به الشرع،فسائر ما ثبت من أمور الغيب هو من أصول العقيدة ،الأخبار التي جاءت في كتاب الله وصحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي من العقيدة.
الثوابت والمسلمات العلمية أو العملية هي أيضا داخلة في أصول الاعتقاد ومن ذلك التزام شرع الله عز وجل في الجملة والتزام أصول الفضائل والأخلاق الحميدة ونفي ما يضادها كل هذا داخل في مسمى الأصول والقطعيات التي هي في مجموعها تسمي العقيدة .
إذا الخلاصة: أن العقيدة هي الأسس التي يقوم عليها الدين الأسس الاعتقادية والعلمية والعملية الأسس التي يقوم عليها الدين اعتقادية وعلمية وعملية وهي بمثابة الأسس للبناء ولذلك جاء وصفها في الشرع للأركان فأسس الإيمان تسمى أركان وهي من أسس الدين والعقيدة أركان أسس الإسلام تسمي أركان وكذلك بقية الأصول .
إذا فهذه الأسس ليست محصورة في أركان الإيمان وأركان الإسلام بل حتى أن أركان الإيمان وأركان الإسلام لها أيضا قواعد متفرعة عنها هي من قطعيات الدين وأضرب لهذا مثالا :
الإيمان بالملائكة هو مبدأ قد يقر به الكثيرون لكن قد يوجد مثلا عند بعض الجاهلين أو بعض أصحاب الشبهات أو الأهواء من ينكر ملكا من الملائكة كما كان من بعض الأمة التي كانت أو تنكرت لجبريل عليه السلام فبهذا ينتقض الإيمان مع أن الفرد قد يقول بأني أومن بالملائكة لكن إذا خل بأصل من أصل الإيمان بالملائكة اختل أصل الإيمان واختلت العقيدة .
فهكذا إذن العقيدة هي الأسس التي يقوم عليها الدين وهي الركائز الكبرى وتسمى ثوابت وتسمى مسلمات وتسمى قطعيات وتسمى أصول وغير ذلك من المعاني المرادفة التي يفهم منها أنها أي العقيدة هي أصول الدين العظمى التي ينبني عليها الدين للفرد والجماعة .
ثم من التعاريف التي سنحتاج إلي تطرقها لأنها ستتكرر عندنا كثيراً .
من العبارات التي يلزم استعمالها وارتباطها في ذهن المسلم وهي من المصطلحات المهمة في تاريخ العقيدة كلمة السلف ، السلف المقصود بهم القدوة لهذه الأمة الذين هم الرواد الذين رسموا لنا منهج العقيدة على ضوء الكتاب والسنة لأن منهج العقيد علمي عملي وهذا لا يمكن أن يكون واضح وبين إلا بقدوة لأن الإسلام ليس مجرد نظريات ، أو علوم الإسلام منهج حياة يتمثل بأمة بأفرادها على رأسها العلماء ومن دونهم فنظرا لأن القدوة أساس في رسم معالم العقيدة وبيان مسلماتها فلابد أن نتعرف على أول قدوة وهم السلف ، السلف الصالح ، السلف الصالح هم صدر هذه الأمة أول ما ينطلق كلمة السلف لأن السلف معناها في اللغة الذين سلفوا وقدوا من القدوات . فسلف الأمة هم صدر هذه الأمة أو سلف صدر هذه الأمة من الصحابة التابعين وأئمة الهدى في القرون الثلاثة الفاضلة وعلى هذا يطلق هذا الوصف أيضا من باب التوسع في الوصف كما هو معروف عندما تقرر الاصطلاحات يطلق هذا الوصف على كل من التزم هذا المنهج وإن كان معاصرا فهو السلفي بمعني أنه على نهج السلف .
إذا فالسلف عندنا لها معنيان معنى خاص وهو خيار هذه الأمة ابتداء من أصل الصحابة إلي يومنا هذا والمعني الآخر هو من كان على هذا النهج وإن كان من المعاصرين .
السلام عليكم يا شيخ ، السؤال الأول حكم من أنكر أصل من أصول الدين ؟ السؤال الثاني : حكم من أنكر الرؤية ؟ جزاك الله خير .
أحسنت الأصل في إنكار أو القاعدة إنكار أي أصل من أصول الدين أنه ينقض الإيمان وينقض الإسلام ويخرج به المسلم من مقتضى الإسلام هذا الأصل لكن كما هو معروف في جميع نواقض الدين والكفريات لابد في الحكم فيها على المعين من تطبيق شروط التكفير بمعني أن الذي ينكر أصلا من أصول الدين قد يكون جاهل فيعذر بجهله قد يكون متأولا فيكون التبس عليه الأمر قد يكون مكره ، قد يكون عنده شيء من الاشتباه فهكذا وكذا هناك صوارف كثيرة تعتري الخلق تمنعنا من أن نحكم على المعين إذا صدر منه ما يقتضيه إنكار أصل من الأصول .
أما الحكم المجرد فلا شك أن من أنكر أصلا من الأصول فإن هذا كفر لكن يبقي حكم المجرد تطبيقه على العيان لابد فيه من شروط .
أما المثال الذي ضربته وهو إنكار الرؤية ، الرؤية المقصود بها رؤية المؤمنين لربهم في الجنة نسأل الله أن يجعلنا جميعا ومشاهدينا المستمعين منهم - اللهم آمين - رؤية المؤمنين لربهم في الجنة أصل ثابت في قطعيات النصوص في القرآن والسنة وبتصريح النبي صلى الله عليه وسلم بذلك لقوله صلى الله عليه وسلم عندما فسر آيات الرؤية(إنكم سترون ربكم عيان) فعلى هذا تعتبر الرؤية بهذا المفهوم أصل قطعي من أصول الدين يبقي من أنكرها، من أنكر الرؤية يحكم فيه بالحكم السابق لكم مع ذلك نظرا لأن مسألة الرؤية من المسائل التي لا تستبين لكثير من عامة المسلمين ولا يعرفون معانيها على وجه التفصيل فإن من ينكر الرؤية لابد أن تقام عليه الحجة وبين له وجه الدليل فيحكم بكفره أول وهلة لكن إذا تبين له وجه الدليل وتبين له وجه الحق واستبان له وعاند وكابر فإنه يكون أنكر أصل من أصول الدين فحكمه ما ذكرته قبل قليل .
سلام الله عليكم،أحسن الله إليك،يعني ما ظهر لي من هذه المقدمة أن الحكم على الفعل ليس هو كالحكم على الفاعل؟
لاشك هذه يعني من ثوابت الاجتهاد عند السلف بل هي أصل من أصول الأحكام على الناس أن نفرق بين الاعتقاد والقول والفعل وبين من صدر عنه ذلك بمعني أنه كما أنه يمكن أن يقول المسلم قولا كفريا أو يفعل فعلا كفريا ويعتقد اعتقادا كفريا ثم يظهر لنا فإن هذا لا يعني ذلك أن نحكم عليه بالكفر حتى ينطبق عليه شروط التكفير وتنتفي عنه الموانع ويطبق ذلك أهل الرسوخ في العلم لأن هذه من المصالح العظمي من القضايا الكبرى التي لا تتاح الحكم فيها لأفراد الأمة ولا حتى سائر طلاب العلم فالغالب أن هذه لا يحكم بها إلا الراسخون في العلم لأنها حكم على العباد بحكم الله عز وجل وهو أمر خطير قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم إذا قال الرجل فيما صح عنه في البخاري وغيره (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر لقد باء بها أحدهم) فالأمر خطير جدا هذا أمر الأمر الآخر في يستتبع هذا السؤال أنه أيضا كذلك بالعكس المسلم المنافق إذا ظهر منه ما يقتضي يعني الردة أو ما يقتضيه فإنا لا نستطيع كذلك أن نحكم لأن النفاق الخالص قلبي لا يعلمه إلا الله عز وجل وهكذا .
عندنا أيضا من المصطلحات المهمة في هذا الباب السنة والجماعة أو أهل السنة والجماعة وهذه مسألة من المسائل المستفيضة عند كثير من الناس ويسمع بها أغلب المسلمون لكن قد لا يفهم حقيقتها الكثيرون نحتاج أن تقف إلي معناها أولا من هم أهل السنة والجماعة ؟ أهل السنة والجماعة هم كل من كان على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعون وأئمة الهدي .فمن كان على السنة ، من كان على السنة فهو من أهل السنة لماذا سموا بأهل السنة ؟ لاعتبارات شرعية :
أولا : لاستمساكهم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ولأنهم أخذوا بوصية النبي صلى الله عليه وسلم عندما ذكر الأهواء والافتراق قال: (فعليكم بسنتي) فسموا أهل السنة لأنهم أخذوا بهذه الوصية وكذلك لاتباعهم نهج السنة على جهة العموم وكذلك وصف الجماعة لأن هناك عبارة أخرى غالبا تقرن بالسنة يقال السنة والجماعة ، هل السنة هي الجماعة ؟ لا إنما السنة منهج والجماعة كيان ، السنة منهج والجماعة كيان فالمنهج ما ذكرته لكم ، الكيان الجماعة هم الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم أي جماعة المسلمين الذين استمسكوا بالسنة وأخذوا بوصية النبي صلي اله عليه وسلم واتبعوا السنة وعلى هذا فإنهم وصفوا بالجماعة لأنهم أخذوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم (عليكم بالجماعة وعليكم بالجماعة) إلي آخره ولأنهم اجتمعوا على الحق وأجمعوا عليه واجتمعوا على الأصول الكبرى والمعاني العظمي من مسلمات الدين وثوابتها وعلى مصالح الأمة العظمي كبيعة إمام ، الاتصال والطاعة للوالي بالمعروف وغير ذلك من المصالح العظمي فهم يجتمعون عليها اجتمعوا على المصالح واتبعوا واجتمعوا على ما عليه سلف الأمة والتزموا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالجماعة وعلى هذا وهذا أمر مهم أرجو أن تنتبهوا إليه وعلى هذا فإن وصف السنة والجماعة ليس شعار ولا حزب ولا مذهب بل هو وصف شرعي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أعجب ولا ينقضي عجبي من أولئك الذين يدعون العلم والتعالم ثم يطعنون في مسمى السنة والجماعة ويزعمون أن هذا تحزب ويظنون أن هذا من صنع العلماء أو من صنع السلف وأنهم اخترعوه ليميزوا أنفسهم عن غيرهم وهذا خطأ فادح فالحق أن وصف السنة والجماعة أو أهل السنة والجماعة وصف شرعي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم . كيف ؟
أولا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما ذكر الافتراق حذر منها وذكر الفتن والاختلاف قال إن من يعش منكم بعدي فسيري اختلافا كثيرا قال فعليكم بسنتي . متي ؟ إذا وجد الخلاف . إذاً مع الاختلاف الذين استمسكوا بالسنة هم أهل السنة الذين أخذوا بالوصية فإذاً هذا وصف شرعي أيضا كذلك الجماعة لما ذكر الاختلاف والفرقة قال عليكم بالجماعة فعليكم بالجماعة ، وقال : إن يد الله مع الجماعة . فالجماعة إذا وصف شرعي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فهكذا الوصف بمجمله أهل السنة والجماعة أو السنة والجماعة منهج شرعي يمثل الإسلام بمصادره ومنهجه وليس فرقة ولا طائفة .
كذلك لأهل السنة والجماعة أوصاف في حق أوصاف إما أن تكون أوصاف حقيقية انطبقت عليهم اللغة لغة أو أوصاف شرعية جاءت في السنة أو أنها أوصاف أثرت عن أثر السلف الصالح ولا بأس في استعمال هذه الأوصاف إذا لم تقتضي تعصب مثل : أهل الحديث . أهل السنة أهل الحديث . بعض الناس قد يفهم من أهل الحديث أنهم رواة حديث لا ، نعم من أعظم خصائص أهل السنة أنهم رواة الحديث لكن لا يقف وصفهم على هذا فهم أهل الحديث العاملون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم رواية ودراية والحديث يرادف السنة لأن حديث النبي صلى الله عليه وسلم لأن الحديث هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم قوله وفعله وتقريره فهو مرادف لكلمة السنة إذا يرجع هذا الوصف إلي وصف بأهل السنة إذا هذا وصف .
الوصف الآخر أيضا : هم أهل الأثر من أوصافهم أنهم أهل الأثر . لماذا ؟ لأنهم على أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أثر السلف الصالح ، من أوصافهم أنهم السلف ، من أوصافهم أنهم أهل الاتباع ، من أوصافهم أنهم الطائفة المنصورة ، المنصورة بمعني أن الله عز وجل تكفل بنصرها إذا أخذت بأسباب النصر وكذلك الفرقة الناجية ، من عداها من أهل الافتراق الذين ما خرجوا عن الملة وهذه مسألة أرجو أن تنتبهوا إليها جيدا وهي :
أن من عدى أهل السنة والجماعة هل هم خرجوا من مسمي الإسلام ؟ لا ، الذين اتبعوا السبل ما لم يخرجوا من الملة وهم أكثر فرق الأمة ومن فرق الثنتين والسبعين التي خرجت عن السنة هم من المسلمين هم مسلمون لكنهم خرجوا عن السبيل اتبعوا السبل خرجوا عن السنة فيسمون أهل الأهواء يسمون أهل الافتراق يسمون أهل البدع يسمون الفرق المفارقة لأنهم اتبعوا السبل التي نهى الله عنها ونهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يخرجون من مسمى الإسلام لكنهم لا يسمون أهل السنة والجماعة ولا يستحقون هذا الوصف لأنهم خالفوا وصية النبي صلى الله عليه وسلم يالاستمساك بالسنة .
من الأمور التي يجب أن نقف عندها في هذه المقدمة في التأصيل هي خصائص عقيدة السلف :
إذا قلنا أن عقيدة أهل السنة والجماعة عقيدة السلف هي العقيدة الحق كيف نتعرف عليها كيف نعرف سماتها كيف نفهم الركائز التي تنبني عليها أو تعرف بها وهذه سمونها وخاصة في هذا العصر الذي كثر فيه تشقيق العلوم وعنصرتها أو ممكن نصفه بتعليب العلوم ، الناس كما علبت لهم المعلومات الآن يحتاجون أيضا إلي تعليب أو ما يشبه تعليب العلوم أي تيسيرها وتسهيلها وبيان صفات المناهج والأصول والمفردات لهذه المنهج ، لذا نحتاج إلي أننا نتعرف على خصائص هذا المنهج الذي نقول أنه المنهج الحق الذي هو الإسلام بمصادره وبمناهجه الذي هو منهج أهل السنة والجماعة يتميز بخصائص كثيرة وركائز وسمات ستأتي إن شاء الله من خلال الدروس القادمة على جهة التفصيل لكن الآن سأعرضها بإجمال .
فأولا أبرز سمة وأهم صفة السمة هي الكمال والشمول لأنه دين الله ودين الله كامل وشامل لكل زمان ولكل مكان ولكل بيئة ولكل مجتمع ولكل دولة وهذه مسألة هي حقيقة لكن إن تخلفت في بعض الأزمان والأمكنة فهذا بسبب تقصير المسلمين وإلا فإن أبرز سمة للدين كله والذي تمثله السنة والجماعة هو الكمال والشمول لأنه ربانية تنزيل من حكيم حميد وهو سبحانه العليم الخبير لمصالح العباد .
الأمر الثاني : النقاء نقاء المصادر وسلامة المصادر وأعني بذلك أن مصادر السنة هي مصادر الدين النقية بخلاف ما وقع فيه أهل البدع والافتراق فإنهم تعكرت مصادرهم ابتدعوا في الدين أخذوا من مصادر غير صافية إما آراء الرجال وإما الأهواء وإما الابتداع وإما أمور سنذكرها إن شاء الله في ثنايا الدروس .
النقاء : فمصدرها القرآن وسنة النبي – صلى الله عليه وسلم – القولية والفعلية والتقريرية أي ما ثبت من ذلك ما ثبت من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ومصدر الدين .
الإجماع هل هو مصدره ولا لا هذا سيأتي الإجماع طبعا هو مبني عن الكتاب والسنة لكن سأفصل فيه فيما بعد .
أيضا من خصائص منهج أهل السنة والجماعة البقاء والحفظ لأنه هو الدين الحق والدين قد تكفل الله بحفظه وقال عز وجل ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر:9] والله عز وجل كما تكفل بحفظ القرآن بحروفه وبمعانيه حفظا كاملا كذلك تكفل بحفظ السنة فالكفالة ليست للقرآن فقط لكن القرآن له خصائص أنه تكفل الله بحفظه بمعانيه وحروفه بحيث لا يزيد ولا ينقص ولا يمكن التعرض له بأي تحريف ولا نقص .
السنة : قد تروى بعضها بمعاني وقد تروى بالسلوك والقدوة ومع ذلك السنة محفوظة لأنها مصدر الدين ، البقاء والحفظ .
غير أهل السنة والجماعة قد يقول قائل : أليس عندهم مصادر محفوظة نقول نعم فيما أخذوا به من القرآن والسنة محفوظ لكنهم اعترتهم مصادر أخرى يعتريها جميع أنواع الاعتلال ، الاعتلال التي تعتري البشر من النسيان ومن النقص والخلل والفناء اللي هي نتاج البشر الذي أدخلوه وجعلوه باسم الدين هذا لاشك أنه أولا ناقص وثانيا أنه ليس مصدر فمن هنا لا تتوفر صفات الثبات والبقاء والحفظ والنقاء إلا لأصول أهل السنة والجماعة .
يا شيخ بارك الله فيكم هل يشترط للجماعة أن تكون هي الأغلبية لأن هذا اللفظ يلتبس على كثير من الناس ويستدلون بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالجماعة فالأشاعرة مثلا هم أكثر أعيان المسلمين فهم إذن علي الصواب ؟
نعم هذا سؤال جيد ،جزاك الله خير، أولا ليس من شرط البقاء على الحق الأكثرية بل إن قطعيات النصوص تدل على عكس ذلك خاصة في بعض الأزمان وبعض الأحوال ، ولذلك وصف النبي صلى الله عليه وسلم أهل الحق أنهم في بعض الأحوال أنهم غرباء حينما يكثر الفساد ويبقي الصالحون قلة هذا أمر .
الأمر الآخر تشير النصوص إلي أن أهل السنة ضمن فرق المسلمين فرقة من العديد من الفرق كما جاء في حديث الافتراق وعدد الفرق بين ثلاث وسبعين فرقة وقعت في الافتراق والأهواء فالواحدة من ثلاث وسبعين قليلة وإن كان هذا لا يتعلق بالعدد لكن في مؤشر على أنهم أي أهل الحق يقلون خاصة في بعض الأزمان وبعض الظروف .
الأمر الآخر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر الافتراق واتباع السنن خاطب المجموع مما يدل على أن الأكثرية ستقع في مما وقعت فيه الأمم من الافتراق والأهواء والاختلاف في الدين كقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ( لتتبعن سنن من كان قبلكم ) شوف الخطاب الخطاب إيش لعموم الأمة ولا يعني ذلك كلها إنما الأغلب ، الحديث يدل على أن الأغلب وإلا فهذا العموم مستثنى بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من عاداهم إلي أن تقوم الساعة ) ولذلك ينبغي دائما أن تجمع النصوص ، ويرد بعضها إلى بعض و نأخذ النص العام ولا نخصصه بما يخصصه فنقع في الهلكة أو الاعتقاد الخاطئ والتصور الآخر الخاطئ عن الناس ونخطيء جميع الناس لا إذن هذه الأدلة بمجموعها والواقع أيضا وهو واقع ظاهر يدل على أن أهل الحق قد يقلون ، بل وقد أحيانا يتشتتون في بعض البلاد ، قد تجد في بعض الأماكن وبعض البلاد أهل السنة قلة قد تجد في بعض الأرياف والقرى البعيدة التي هيمنت عليها البدع قد تجد واحد سني صاحب سنة والبقية يكونون قد وقعوا في البدع والأهواء والله أعلم .
نعم لا شك قاعدة في كل زمان وفي كل مكان ، المعيار هو الحق كما قال أحد السلف عبارة جميلة "ولو كنت أحبي"
مسألة التكفير خطيرة جدا وذكرتم من موانع التكفير للمعين ما هي لو تفضلتم يا شيخ ؟
نعم موانع التكفير كثيرة أهمها :
أولا : الجهل .
وثانيا ا: لإكراه .
وثالثا : التأول .
ورابعا : الاشتباه .
هذه أصول أو أغلب قواعد الأعذار ومع ذلك الأعذار لا تتناها أحيانا الإنسان يكون له ظرف معين يلتبس بأحوال يعذر بهذا الحال بعذر عادل غير هذه الأعذار الكبرى.
أيضا من خصائص السنة والجماعة الوضوح منهج أهل السنة والجماعة يتميز بالوضوح والنقاء ولذلك وصف النبي صلى الله عليه وسلم بالبيضاء يقول في الحديث الصحيح (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك) ويقول صلى الله عليه وسلم (جئتكم بها بيضاء)بيضاء نقية ، بيضاء نقية لا يعتريها أي غبش وهذا يصحب يعني أصول السنة إلي قيام الساعة لأنه لا يعقل أن يعتري السنة شيء من الغبش لأن هذا يقتضي النقص في الدين وحاجة الناس إلي الوحي وقد انقطع الوحي بنبينا صلى الله عليه وسلم وانقطعت النبوة ، تكفل الله بحفظ الدين وهذا يقتضي البقاء والنقاء والوضوح لكل من أعطاه الله بصيرة والوضوح أمر نسبي الوضوح لمن وفقه الله للهدي وإلا فأهل الأهواء والنفاق هم عليهم عمى قد تعمي عليهم الواضحات نسأل الله العافية إنما هو واضح لمن الجد في تحصيل الحق لمن صدق في البحث عن الحقيقة واضح لمن وفقه الله وهداه ولمن سلك وسائل وأسباب الهداية عن تجرد وإخلاص فإنه يجدها واضحة نقية كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم أيضا من سمات السنة والجماعة الاعتدال والوسطية في كل شيء ولذلك تجد أهل السنة والجماعة دائما في أصول الدين وسط بي طرفين بين طرف أهل الغلو وبين طرف أهل التساهل والإعراض في سائر أمور الدين في أركان الإيمان وأركان الإسلام في مسائل النظر إلي الغيبيات في الأحكام على العباد في تطبيق الشرع والعمل به في العبادات نعم على سبيل المثال :
في مسألة الوعد والوعيد هو وسط بين المرجئة الذين لا يعتبرون أي اعتبار للوعيد وبين الخوارج الذين لا يضعون أي اعتبار للوعد فالخوارج يأخذون بنصوص الوعيد على أشد ما يمكن أن يحملوه على أشد محامله و المرجئة يأخذون بنصوص الوعد على أشد محاملها فأهل السنة بين هذا وذاك يؤمنون بالوعد وأنه صدق وحق ويؤمنون بالوعيد ويردون هذا إلي هذا لأن نصوص الشرع لابد أن تتكامل لا سيما أن نصوص الوعيد فيها الكثير مما يقصد به الزجر وله استثناءات وله نصوص أخري تفسره فعلى هذا أهل السنة في جميع أمور الدين الاعتقادية والقولية والعملية هم وسط هم منهج الاعتدال ونجد هذا ظاهر في أحداث اليوم وإن كانت كثيرا من مواقف أهل السنة والجماعة لا تزال يعني تعتريها وسائل أو يعتريها النقص في وسائل النشر إلي أنها وسائل مباركة ومع ذلك إلا أن قصدي أنها العقيدة مباركة تبلغ الناس حتى بالوسائل البدائية فأقول : حتى في الأحداث المعاصرة نجد مواقف أهل الاعتدال مشايخنا الكبار العلماء الدعاة الذين استقاموا على السنة نجد أن منهجهم هو منهج الاعتدال إذاء يعني طائفتين من الأمة طائفة الغلو الذين سلكوا مسالك التكفير والفساد في الأرض والتفجيرات وغيرها وطائفة الإعراض والتساهل من الذين تميعوا في الدين وأضاعوا حقائق الدين الولاء والبراء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى لا يكادون يجعلون الدين معالم فهم وسط بين هذا وذاك .
ثم إنها توقيفية أصول أهل السنة والجماعة منهج أهل السنة والجماعة توقيفي بمعني توقيفي لا مجال للاختراع فيه ولا زيادة ولا نقص موقوف على ما جاء في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الأشياء المهمة التي يحسن التنبيه عليها بهذه المناسبة في هذا المقام أن أصول الاعتقاد الأصول المسلمات الثوابت ليست مجال للاجتهاد وهذا معني كلها ثابتة لو كانت مجال الاجتهاد ما استقرت لو كانت فيها مجال لإدخال العقل والعواطف والأهواء والرغبات والأمزجة لما وجد فيها كمال ولا نقاء ولا سلامة ولا بقاء ولا وضوح ولا اعتدال ولا توقيفية لكن نظرا لأن العقيدة هي الأصول والثوابت فهي محل إجماع عند السلف إن خالف فيها المخالفون فهذا لا يعني إنها اعتراها النقص ، النقص في من خالفوا وليس فيها إذا هي توقيفية موقوفة على ثوابت القرآن والسنة موقوفة على ما أجمع عليه السلف ومن هنا فلا مجال الاجتهاد فيها .
نعم الاجتهاد ، الاجتهاد في مسائل الأحكام أي في مسائل الأحكام في الفقه والأمور الأخرى بل حتى في الفرعيات التي تتفرع عن مسائل العقيدة التي لم تثبت أدلتها في مسائل تشكل على بعض طلاب العلم تدخل في بحوث العقيدة هي محل خلاف عند أهل العلم ويظن بعض الناس إنها في العقيدة ومن هنا ظنوا أن الخلاف فيها خلاف في العقيدة وهذا خطأ هي مسائل تفرعت عن مسائل العقيدة وليست من أساسيات العقيدة على سبيل المثال :
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم إلي ربة في المعراج هذه ثابتة لكن هل هي عينينة أو قلبية هذا محل خلاف وكونه محل خلاف ، العيني والقلبي لا يعني أصل الرؤية غير ثابت وهكذا هذا من أجل توضيح الأمر لألا يكون فيه لبس ثم أخيار في خصائص وليس آخرا لأن خصائص العقيدة لا تنتهي لكن المهم منها .
أن عقيدة السلف الصالح للسنة والجماعة نظرا لأنها تمثل الإسلام بمصادره ومنهجه الإسلام الحق فهي التي تحقق الأمن والسعادة في الدارين لأفراد الأمة ومجموعاتها الله عز وجل يقول (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) [الأنعام:82] الأمن ليس فقط يا أخوان الأمن الظاهري وإن كان مقصود شرعا لكن أيضا الأمن الباطني وهو مرتكز الأمن أمن القلوب أمن النفوس أمن العقول ولذلك جاء الدين بحفظ الضرورات الخمس التي لا يمكن تحفظ إلا بالأمن جاء بحفظ الدين وحفظ العرض وحفظ المال وحفظ النفس وحفظ العقل وهذه الأمور لا يمكن تقوم إلا على أساس الدين تحقيق الأمن والسعادة في الدارين ولذلك مما ينبغي أن ننبه المسلمين جميعاً له اليوم إنه في ظل هذه الظروف القاسية التي تعيشها الأمة في ظل هذه الأحداث المؤلمة وما تعيش الأمة من حالة الوهن والضعف والتفلت والفرقة يجب أن نذكر المسلمين بأنه لا يمكن أن يستقيم لهم أمر ولا يعتزوا وينتصروا ولا يجتمع شملهم ولا يخذل عدوهم إلا باستقامة العقيدة هذه حتمية نعم بل لا يمكن أن تزدهر لهم مدنية وحضارة على وجه كامل إلا باستقامة العقيدة، نعم الأمم الأخرى قد يعطيهم الله الحياة الدنيا أي أمة من الأمم غير المسلمة قد تزدهر دنياها قد تملك حضارة مدنية حتى ولو لم تلتزم شرع الله لأن الله عز وجل تكفل للكفار أن يعطيهم حظهم من الحياة الدنيا وليس لهم في الآخرة من نصيب ، لكنَّ المسلمين لا عزهم اجتماعهم نصرهم أيضا وحدتهم لا يمكن أن تكون إلا بالاجتماع على المعتقد الذي جعله الله عز وجل أصل الاجتماع وهو المعتقد السليم .
الخلاصة في هذا المقام أن السنة والجماعة كالإسلام ، السنة والجماعة تعني الإسلام نفسه في مصادره وأصوله وقواعده وأحكامه فليست كما قلت السنة والجماعة ليست فرقة ولا مذهب ولا حزب بل هي الدين الذي ارتضاه الله لعباده ولذلك يجب التنبيه على ما يقع فيه بعض الجهلة من المنتسبين للسنة من رفع السنة شعاراً أو انتماءات يكون عليها تعصب أو ولاء وبراء على أمور خلافية وهذا مما تسبب في تشويه صورة السنة والجماعة عند كثير من الناس من المسلمين وغير المسلمين أعني وجود طائفة من لا يعرفون هذا الأصل قد يتحزبون وقد يتكتلون تكتلات غير مشروعة تحت شعار السنة والجماعة ، والسنة والجماعة إنما هي منهج ، منهج أمة يسلكه وينتمي إليه كل من سلكه دون أن يكون هناك تعصب لأفراد ولا لأصول يصنعها الناس ولا لتنظيمات ولا لتجمعات فهي الدين الحق ، والدين الحق يشمل كل من اعتنقه بدون أي وسيط من أنظمة أو أفراد .
يفهم من كلامكم أن وصف أهل السنة والجماعة ينطبق على جميع المسلمين في الوقت الحاضر ؟
لا ، لا ينطبق على جميع المسلمين في الوقت الحاضر ، السنة والجماعة هم الذين التزموا نهج النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة من المسلمين ، بقية الفرق تبقي تحت مسمي الإسلام ومسمي المسلمين لا يعني الإسلام ينقسم لكن لأن المسلمين انقسموا على الإسلام ، انقسموا حوله الإسلام لا ينقسم ولأن الذين خرجوا عن السنة خروجهم ليس خروج ردة فبقوا تحت مسمي الإسلام لكنهم بأوصاف أخري يعني الفرق معروفة وصفت قديما وحديثا وغير الفرق أيضا يصفون بأنهم ، أو المجموع سواء من انتمي لفرقة خرجت عن السنة والجماعة أو لم ينتمي كل يشمله الوصف العام أهل الأهواء أهل البدع أهل الافتراق يكونون تحت مسمي المسلمين وعلى هذا ليس كل المسلمين على السنة إلا من التزم هذا المنهج لكن أحب أن أشير بهذه المناسبة إلي أمر هو :
أن أغلب عوام المسلمين ، عوام المسلمين وهم أكثرية أغلب عوام المسلمين الذين لم يتلبسوا ببدع ولم يكن عندهم اعتقادات باطلة بقوا على الفطرة والسلامة فالأصل فيهم أنهم من أهل السنة والجماعة حتى لو لم يعرفوا ذلك ولو لم يعلنوا ذلك أو حتى ولو انتموا لبعض الفرق مجرد انتماء نعم انتماء بدعة ولكنها ذلة هي مذلة لا تخرج الإنسان من السنة ، فهذه مسألة مهمة وتحتاج إلي أن تتوافر لدينا الدراسات والإحصائيات الدقيقة لعلنا نكتشف وهذا ما يعني يبدوا لي لعلنا نكتشف بالإحصائيات أن أغلبية عوام المسلمين نظرا لأنهم ليسوا أهل بدع في اعتقاداتهم ولا عندهم أيضا تأصيل للبدع تبعيتهم تبعية غير بصيرة وأيضا لا يمارسون البدع العملية الكثيرة وأغلبيتهم إن شاء الله يدخلون في مسمى السنة والجماعة .
نعم من الأمور المهمة ما يتعلق بقواعد وأصول التلقي والاستدلال هذه من المصطلحات الحديثة لكنها مصطلحات صحيحة التلقي والاستدلال أو منهج التلقي والاستدلال مصطلح معاصر لكنه صحيح يعني معناه مصادر الدين وكيف نستمد الدين منها فمصادر الدين هي مصادر التلقي وكيف نستمد هذا يسمى منهج الاستدلال ، إذاً ينشأ على هذا سؤال به يتقرر الأصول التي تتعلق بقواعد وأصول التلقي والاستدلال هذا السؤال هو ، ممن نستمد الدين ، وكيف نستمده ؟ نقول نستمد الدين من مصادره ، ما هي مصادره ؟ مصادره نعم تفضل
مصادر الدين هي الكتاب والسنة والإجماع.
طيب إذا قلنا هذا الاستمداد هل هو مجرد الاستمداد الدين من المصادر هل بمجرد أن يتناول أي إنسان يقرأ نص يتناول الأحكام كما يحلوا له ؟ نعم ما رأيك ؟
لا ليس بذاك .
إذاً ما الذي نحتاجه ؟
نحتاج إلي المهارة والدربة في معرفة كيفية الاستدلال والفقه فيها ، الشيخ : والأصول الشرعية ، أحسنت .
الشيخ : يعني عندما نقول مصادر الدين قد يتفق معنا أغلبية المسلمين حتى الذين وقعوا في الأهواء والبدع والافتراق على أن المصادر الكتاب والسنة وكلٌ يدعي وصلاً لليلى بل لا تجد فرقة إلا تدعي أنها تلتزم بالكتاب والسنة لكن كل دعوى ولها حقيقة لابد أن نميز الأمور بأصول شرعية أين الحقيقة أنا ما أفرضها على الآخرين ولا يفرضها عليَّ الآخرون ، حقيقة تحرير مصادر التلقي مصادر الدين وكيف نستمد منها ، حقيقة لها أصول شرعية رسمها النبي صلى الله عليه وسلم ورسمها الصحابه هذه الحقيقة هي تسمي منهج التلقي والاستدلال وتتركز في الأصول التالية :
الأصل الأول : مصدر الدين عموماً والعقيدة على وجه الخصوص هو كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة قلنا الصحيحة لأنه ما لم يصح لم يستمد منه الدين لا يأتي بمصدر للدين لأنه يتكلم عن الدين بأصوله وثوابته ومسلماته لا الاجتهاديات مع أن الاجتهاديات ترتكز على الدليل لكن أحياناً في الأمور الاجتهادية في مسألة الأخلاق والفضائل مثلا قد يستمد العالم بدليل ليس بثابت لكنه أيضا ليس بموضوع يعتقد أنه دليل ضعيف لكن فيه حكمة فيقول على الأقل أنا أعتبره حكمة ، هذا بالنسبة للأمور الاجتهادية أما في أمور قطعيات الدين العقيدة الثوابت المسلمات لا يمكن أن يرد مصدر غير الكتاب والسنة ، والإجماع وهو مصدر لابد أن يرتكز عليه الكتاب والسنة ولذلك بحمد الله لا يوجد إجماع عند السلف ليس له مرتكز من النصوص لأن الإجماع مبناه على الحق والحق مصدره مصادر الحق الوحي المعصوم في القرآن والسنة ومصادر الحق لابد أن تتضمن بعض الأصول التي تحتاج إلي استنباط فهناك أشياء اجمع عليها ، أجمع عليها السلف لأنها إما أن تنبني على قاعدة جاءت بنص أو قاعدة جاءت بمجموعة نصوص أو منهج علمي وعملي رسمه النبي صلى الله عليه وسلم في سيرته ورسمه الصحابة في سنة الخلفاء الراشدين فصار هذا المنهج العملي إجماع لأنه راجع إلي تطبيق الدين ، وهذا يسمي منهج ، فإذا قلنا مصادر الدين الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح قد يرد تسائل وأنا أسأل الطلاب الآن عن هذا السؤال العقل أليس مصدر نعم العقل نعمة من نعم الله عز وجل كرم الله بها العباد وجعلها مناط التكليف أليست مصدر ها ما رأيكم ؟
العقل لا يعتبر مصدر ، لكن العقل الصريح أو الصحيح لا يخالف النقل الصريح .
أي نعم العقل السليم لا يمكن أن يخالف الشرع لأن هذا خلق الله وهذا أمره ولا يمكن أن يتعارض خلق الله وأمره ، هذا الجواب يعني مقارب ، الجواب بالتفصيل إن العقل وسيلة لا يستقل بتقرير الدين نعم ، نعم العقل وسيلة وهو مناط التكريم مناط التكليف وهو وسيلة الاجتهاد ولولا أن الله أعطانا عقول ما عرفنا الهدي الذي يسره الله لنا وإن كان هذا بتوفيق الله لكن من توفيق الله أن أعطي البشر عقولاً يهتدون بها فهو إذا وسيلة وليس مصدر إلا بالإجماليات وهذا يعني عند التحرير ، ماذا نقصد بالإجماليات ، نقصد بالإجماليات أن العقل السليم يدرك المجملات التي لا تغني عند الله عز وجل ولا توصل إلي المنهج الكامل وتفصيلات الأصول وتفصيلات الشرائع يعني مثلاً العقل السليم يدرك ضرورة التزام الصدق ، والدين جاء بوجوب الصدق يدرك خطورة الكذب والدين جاء بتحريم الكذب العقل أيضا بعض العقول المتميزة المرهفة قد يدرك ضرورة الباحث لأنه لما يري حياة الناس وما فيها من تفاوت وما فيها من ظلم وما فيها من مشاكل ولأواء يدرك بعقله أنه لابد من حياة يكون فيها إنصاف وعدل أخري هذا الإدراك الإجمالي للعقل هل يمكن أن يدرك به صاحبه البعث والنشور والصراط والميزان والحوض ، هل يمكن ؟ هذه أمور غيبية . العقل لا يدركها على جهة التفصيل. فبذلك العقل أحالنا على النص فما دام أحالنا على النص أصبح العقل وسيلة وليس مصدر نعم العقل من مصادر العلوم الإنسانية العلوم التجريبية الله عز وجل أعطي العقل من التكاليف ما ينوءوا به ، لا يستطيع ، عقول البشر التي كدت وكلت في البحث عن أسرار الكون إلي الآن ما انتهت إلا إلي جزء يسير جدا من أسرار هذا الكون .
شيخ سؤال الله يحفظك ، ما الطريقة السليمة للتمسك بعقيدة أهل السنة والجماعة في هذا الزمن يا شيخ أو في هذه الفتن التي تعج فيها البلاد ؟
كأنه يسأل السائل الأول الطريقة السليمة لنشر السنة هذا السؤال مهم أهل السنة والجماعة يجب أن يبذلوا كل وسيلة مشروعة لنشر السنة لا مجرد تكثير الناس وهذا مطلب شرعي فكلما يهتدي الناس على أيدينا فهذا مطلب شرعي لكن لأن الله ما أوجب ذلك أوجب علينا الدعوة إلي الحق والنصح للأمة فمن مقتضى نصيح الأمة أن يسعى أهل السنة والجماعة إلي تحصيل كل وسيلة مشروعة لنصر السنة وكلها تنبني على الأسس التالية :
أولا : الدعوة بالقدوة أنا أعتقد أن أهل السنة خاصة الشباب الدعاة المتحمسين ركزوا على وجود القدوة في تعاملهم مع الله عز وجل وتعاملهم مع الخلق وإظهار السنة على سلوكياتهم لكان هذا كافياً عن كثير مما نقوله من محاضرات وندوات ووسائل ، ولذلك نجد أكبر مؤثر في نشر السنة بل وفي نشر الإسلام أيضاً عبر التاريخ هو القدوة ، القدوة بالسنة هذا أمر ، الأمر الآخر ما يمكن أن يكون أو ما نسميه بضرورة تحقيق الاجتماع الذي أمر الله به والاجتماع يأخذ مراحل يعني كثير من أهل السنة يطمح لجمع الأمة وهذا مطمح كبير جيد لكنه ينبغي أن يتدرج بأن يجمع جهود أهل السنة للقيام بالنصيحة لباقي الأمة .
وكيف يكون ذلك ؟
بأن تتضافر الجهود لتطبيق السنة بين أهل السنة ثم القدوة ثم وسائل النشر تتكاتف الجهود وتتضافر بالوسائل المتاحة .
الأمر الثالث : أن نشر السنة ينبني على النصيحة وأعني بذلك أن يبتعد دعاة السنة مما يقع فيه بعضهم مع الأسف من القسوة والتشهير والعنف في الكلمة وفي التعامل ونأخذ بوصية النبي صلى الله عليه وسلم الرسول صلي اله عليه وسلم يقول ( ما كان الرفق في شيءٍ إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه ) ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث أصرح من هذا في هذا الباب يقول : ( إن الله ليعطي بالرفق ما لا يعطي بالعنف ).
أبغي سؤال عن اعتقاد أهل الشيعة الحاضرة والفرق الضالة هل هم مساوين في اعتقادهم لاعتقاد أهل السنة والجماعة ؟
كيف يمكن للمسلم أن يحافظ على ما يكون من أهل السنة والجماعة في هذا الزمان الذي اختلف عن زمان أهلنا ؟
المحافظة على السنة يسيرة ولله الحمد لأن الله عز وجل جعلها نقية بينة ظاهرة وسهلة أيضاً لأنها تحتاج إلي بذل أسباب الصدق أولاً ينبني على التزام السنة الصدق مع الله عز وجل والصدق في البحث عن الحق هذا أولا ، ثانيا تأسيس السنة والجماعة من حيث المعتقد ومنهج بالتعلم معلوم أن أهل السنة والجماعة خاصة عوامهم الذين أخذوا السنة والجماعة بالتبعية للآباء والأجداد ما ثَبَّتُوا لا تنبت أصول السنة في قلوبهم عن طريق التعلم ويحتاج من يريد أن يثبت على السنة أن يتعلم الأصول الضرورية ما أقصد أن يكون عالم في العقيدة لا يتعلم بداهيات ومسلمات الدين التي ينبني عليها عقيدة أهل السنة والجماعة الأمر الآخر القدوة النظر إلي القدوة العلماء الذين يمثلون السنة والجماعة يجب أن يكونوا هم مرجعية فهم السنة بل يجب أن يكونوا مرجعية الأمة كلها لكن هذا من أسباب البقاء على السنة أن يكون العالم هو قدوتك ومرجعيتك الأمر الآخر مما يظهر لذلك تهيئة الجو جو المخالطة والمجالسة لأن المرء من جليسه يحرص المسلم والمسلمة على أن تكون مخالطته ومعايشته لمن حوله مع من يلتزمون السنة ليسلم من غوائل الخلطة بأهل الأهواء .
يا شيخ بالنسبة للبدعة هل تعتبر في حقيقتها كفرا ، وتقسيم البدعة إلي مكفرة أو محرمة وما شابه ذلك هل هذا التقسيم صحيح ؟
لا البدعة من حيث التقسيم تنقسم إلي ثلاثة أقسام :
بدعة مكفرة هذه كفر وليست محل الحديث الآن يعني تُخرج من الملة كالشرك بالله عز وجل دعاء غير الله هذا شرك يعني يدخل في منظومة البدع بالمفهوم العام لكنه بدعة شركية يعني مخرج من الملة هذا في العموم ومع ذلك إخراج الفرد يحتاج إلي تطبيق الشروط التي سبق ذكرتها .
النوع الثاني: البدع التي لا تخرج من الملة نوعان بدع مغلظة هي كبائر ، بدع منهجية كبري أو المغلظة بمعني أنها ورد فيها الوعيد وبدع صغري مثل بعض أنواع التوسل البدعي بعض أنواع التبرك البدعي التي هي محل نزاع أو بدع إضافية فالبدع الكبرى والبدع الصغرى لا تخرج من الملة ويبقي صاحبها صاحب بدعة ويقال أنه من أهل البدع هذا إذا تكاثرت عنده .
ومن هنا الإجابة على كثير مما ورد في الأسئلة أن متي نحكم على الشخص أنه مبتدع أولا لا نحكم على المسلم بأنه خارج من الملة ببدعته إلا بتطبيق الشروط الأمر الثاني إذا وقع في البدع متي نقول هذا مبتدع ومن أهل الأهواء والبدع ما نقوله إلا بشروط أهمها ، أو تجتمع هذه الشروط في شرطين أو في وصفين ، الوصف الأول إذا كان على نهج فرقة من الفرق يعني يلتزم نهجها ويدين بها ويعتقد ما تقوله في الجملة ولو لم يكن يعرف التفاصيل إذا انتمي إلي فرقة وتسلم بنهجها فهو مبتدع فرقة مبتدعة يعني حكم عليها بالابتداع .
الوصف الثاني: إذا كان صاحب البدعة تكاثرت عنده البدع حتى أصبح هديه وسمته وسلوكه سلوك أهل البدع إذا تكاثرت عنده يسمي مبتدع أما إذا عمل ببدعة صغيرة جزئية بدعة واحدة وبقية أموره على السنة فهذه زلة لا يقال صاحبها مبتدع لألا يُنَّفَر من السنة والزلة تقع من مسلم وهي من باب الخطأ.
بعض الناس في شبهه يقول أن جميع الفرق تقول أنهم من أهل السنة والجماعة ، الصوفية تقول أنها مع أهل السنة والجماعة والخوارج يقولون أنها أهل السنة والجماعة فكيف نرد هذه الشبهة وكلهم يدعون أنهم يتبعون الرسول صلى الله عليه وسلم ويتبعون كتاب الله عز وجل فكيف نرد عليهم ؟
بعض الجماعات المعاصرة الآن يرون أنه لا ينبغي تسمي بأهل السنة والجماعة وإنما يتسمون بأهل الحديث قالوا لأن الآشاعرة تسموا بالوصف الأول .
على الحال هذا من الأوصاف المترادفة يعني أهل السنة والجماعة وأهل الحديث والطائفة المنصورة والفرقة الناجية وأهل الأثر وأهل الاتباع أو سبيل المؤمنين أو الصراط المستقيم ونحو ذلك هذه أوصاف شرعية معتبرة بقي متي يتسمى صاحب السنة ومتي لا يتسمي أنا في تقديري أن هذا راجع إلي ظروف المسلم أو صاحب السنة في المكان اللي هو فيه فمثلا عندنا في المملكة العربية السعودية وفي عيون جزيرة العرب في اليمن في الخليج الغالبية على السنة فلا نحتاج إلي أننا نأتي بتمييزٍ آخر لكن نجد مثلا في البلاد الأخرى في بقية بلاد المسلمين قد تتسمي بعض الفرق بأهل السنة والجماعة وتكون أكثرية أو كثيرة فيقع الخلط واللبس فالأهل السنة أن يتميزوا بوصف شرعي صحيح من دون تعصب حتى السلفية يعني مثلا قد يكون بعض البيئات يحتاج إلي أنه يقول فلان سلفي ونحن على السلفية وإن كنت عندي تحفظ على الإطلاق هذا لأن فيه من التشويش والحرج الشيء الكثير لكن مع ذلك قد نعذر بعض الذين يضطرون لاستعمال هذا الوصف إذا كان الوصف الآخر يلتبس فمتى التبس وصف من الأوصاف الشرعية يلجأ إلي وصف آخر والله أعلم .
طيب يا شيخ أخونا الحبيب من دولة المغرب يقول هل وقع خلاف بين الصحابة يا شيخ في العقيدة ؟
الشيخ : لا الصحابة ما وقع عندهم فرقة ولا ابتداع لكن قد يقع من بعض أفراد الصحابة بعض الذلات التي تندرج تحت مفردات البدعة لكنها تكون عن تأول واجتهاد خاطئ وهي بمثابة ذلة العالم لكن القاعدة المجمع عليها والحقيقية من الواقع أنه لم يكن أحد من الصحابة وقع في الافتراق والأهواء والبدع على الإطلاق أما الذلة فنعم لأنه ليس معصوم إلا النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك لا يوجد صحابي عنده منهج في الابتداع أبدا إنما الذلات قد تصنف أنها من نوع البدع كما حصل من بن عمر رضي الله عنه لأن بالمثال يتضح المقصود كما حصل من بن عمر رضي الله عنه بالغ في تتبع بعد آثار النبي صلى الله عليه وسلم على وجه لم يرد عن كبار الصحابة الآخرين فهذه ذلة عالم .
أنكم قلتم الفرق ثلاث وسبعين فرقة أو شعبة لا تخرج من دائرة الإسلام فكيف توفقون وتجمعون بين هذا الحديث وبين حديث كلها في النار إلا واحدة وهل يحكم على عيان هذه الفرق والمذاهب بأنهم أهل الأهواء .
نعم سؤال جيد الحديث هو نفسه يحكم بأنهم من أهل الملة لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن اليهود افترقوا على إحدى وسبعين والنصارى على ثنتين وسبعين وقال ستفترق هذه الأمة أمة الإجابة أمة الإسلام على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة . في النار يعني من أهل الوعيد كما أنها الكبائر في النار الزاني يعني إذا مات على كبيرته آكل الربا إلي آخر أصحاب الكبائر إذا ماتوا إذا لم يتغمدهم الله برحمته أليسوا من أهل النار حتى يتطهروا فيها ثم يخرجوا منها فهذا معني كون أهل الافتراق الثنتين والسبعين من أهل النار يعني من أهل الوعيد من أهل الكبائر لأن بدعهم كبائر فالأمر بَيِّن والحمد لله ولذلك ذكر شيخ الإسلام بن تيميه أن هذا مما اتفق عليه سلف الأمة أنهم اتفقوا على أن اثنتين والسبعين لا تخرج من الملة وإذا خرجت فرقة من الملة لم تعد من الثنتين والسبعين رجعت إلي أهل الردة نسأل الله العافية .
الفرق يا شيخ بين التوحيد والعقيدة أوليس العقيدة متضمنة للتوحيد ؟
بلى التوحيد هو أعظم مباني العقيدة التوحيد يقصد به توحيد الله عز وجل وتعظيمه بأسمائه وصفاته وأفعاله وتوحيده بالعبادة وهذا المبنى هو تاج العقيدة هو رأسها هو الإطار الذي تدور عليه العقيدة فنظرا لأنه هو أصل العقيدة التوحيد أحيانا تسمي العقيدة كلها بالتوحيد ولا مشاح في الاصطلاح لكن مسمي العقيدة اشمل ، أشمل وأوثق .
من عادى أهل السنة والجماعة من الروافض والصوفية وغيرهما هل يخرج من الملة ؟
هذا يتدرج يعني مجرد العداوة عن هوى وعن جهل هذه كبيرة من كبائر الزمان ، إما إذا كانت العداوة عداوة الدين فهذا يكون كفر في العموم لكن يبقي ونحترز جميعا في مث