بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين , محمد بن عبد الله الصادق الطاهر الأمين وبعد :
نبدأ اليوم دروسنا مع الشيخ محمد حسان ضمن سلسلة دروس التوحيد
ونبدأ مع الدرس الأول
http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Item&id=43&node=60&format=rm&lang=Ar
والآن ننتقل وإياكم مع تفريغ الدرس :
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، اللهم صلى وسلم، وزد وبارك عليه، وعلى آله، وأصحابه، وأحبابه، وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين، أما بعد:
فحياكم الله جميعاً أيها الأخوة الفضلاء، وطبتم وطاب ممشاكم، وتبوأتم جميعًا من الجنة منزلا، وأسأل الله جلّ وعلا الذي جمعنا في هذا الوقت الطيب المبارك على طاعته، أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة في جنته ودار مقامته، إنه ولي ذلك ومولاه .
ويسعدني كثيراً أن نفتتح في هذا اليوم المبارك الأكاديمية العلمية، بهذا اللقاء الطيب والذي أسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجعله بداية مباركة مسددة موفقة، إنه ولي ذلك والقادر عليه، ونشرفُ أن نشرح لإخواننا هذا الكتاب الصغير في حجمه، العظيم في نفعه ألا وهو كتاب الأصول الثلاثة، ومن الفقه قبل أن نشرع بإذن الله تعالى في شرح الكتاب، أن نصف الكتاب وصفاً عاماً؛ ليأخذ طالب العلم فكرة عن الكتاب الذي سيتولى دراسته بإذن الله تعالى .
الكتاب أيها الأفاضل، يُلاحظ أن المصنف رحمه الله تعالى لم يبدأ مباشرة بالحديث عن الأصول الثلاثة التي جعلها الشيخ عنواناً لكتابه هذا، وإنما قدم بين يدي الأصول الثلاثة بمقدمة شاملة جامعة تشتمل على ثلاثة موضوعات من الموضوعات المهمة جداً.
أما الموضوع الأول: بدأه المصنف رحمه الله بقوله ( اعلم -رحمك الله- أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل.
الأولى : هي العلم، وهي معرفة الله -تبارك وتعالى- ومعرفة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ومعرفة دين الإسلام .
المسألة الثانية : العمل به ) أي العمل بالعلم .
( المسألة الثالثة : الدعوة إليه
المسألة الرابعة : الصبر على الأذى فيه ) وسأذكر الأدلة -إن شاء الله تعالى- مفصلة مع الشرح .
هذا هو الموضوع الأول الذي ضمنه الشيخ مقدمته الجامعة، ثم بدأ الموضوع الثاني في مقدمته بقوله: ( اعلم-رحمك الله- أنه يجب على كل مسلم ومسلمة، تعلم هذه المسائل الثلاث، والعمل بهن ) هذا موضوع آخر .
( المسألة الأولى : أن الله –تعالى- خلقنا، ورزقنا، ولم يتركنا هملا، وأرسل إلينا رسولاً، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار ) هذه قواعد كلية جميلة . ( المسألة الثانية : أن الله –تعالى- لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل ) .
( المسألة الثالثة : أن من أطاع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ووحد الله –تعالى- لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله، ولو كان أقرب قريب ) .
هذا هو الموضوع الثاني الذي ذكره الشيخ -رحمه الله تعالى- في مقدمته الجامعة الماتعة.
أما الموضوع الثالث الذي ذكره الشيخ في المقدمة بين يدي الأصول قال: ( اعلم أرشدك الله لطاعته: أن الحنيفية ملة إبراهيم: هي أن تعبد الله وحده لا شريك له، وبذلك أمر الله جميع الناس، وخلقهم لها. )
هذه هي الموضوعات الثلاثة التي ذكرها الشيخ -رحمه الله تعالى- بين يدي الحديث عن الأصول الثلاثة .
ثم شرع بعد ذلك في الحديث عن الأصول فقال: ( فإذا قيل لك ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها ؟ فقل : معرفة العبد ربه -جلّ وعلا- ومعرفة دينه، ومعرفة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- ) .
ثم ختم المصنف -رحمه الله تعالى- كتابه هذا ببعض قضايا الإيمان باليوم الآخر: كالإيمان بالبعث والحساب، هذا وصف مجمل عام للكتاب الذي بين أيدينا، وكما ذكرت -أيها الأحبة- الكتاب مع صغر حجمه، فهو لا يتجاوز خمس ورقات، مع صغر حجمه إلا أنه عظيم الفائدة، بل لا أبالغ أبداً إن قلت بأن الكتاب مع هذه المقدمات التي ذكرها الشيخ -رحمه الله- بين يدي الأصول الثلاثة يشتمل على الدين كله بدون مبالغة، كما سنتولى ذلك بالشرح والتفصيل -إن شاء الله تعالى- .
قال المصنف -رحمه الله:- ( بسم الله الرحمن الرحيم، اعلم -رحمك الله- أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل :
الأولى : العلم ، وهو معرفة الله ومعرفة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ومعرفة دين الإسلام بالأدلة.
الثانية : العمل به.
الثالثة : الدعوة إليه .
الرابعة : الصبر على الأذى فيه )
نعم إذاً استهل المصنف -رحمه الله تعالى- كتابه بالبسملة، فقال: ( بسم الله الرحمن الرحيم ) اقتداء بالقرآن الكريم، فلقد بدأت كل سور القرآن الكريم بالبسملة باستثناء سورة براءة، واقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فمن الثابت أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يبدأ كتبه بالبسملة، ففي صحيح البخاري ( أنه -صلى الله عليه وسلم- أرسل كتاباً إلى هرقل، قال فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله، إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين ....... إلخ ) إلى آخر كتابه المبارك -صلى الله عليه وسلم- .
الشاهد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد بدأ كتابه هذا بالبسملة، فالمصنف -رحمه الله تعالى- اقتداء بالقرآن الكريم، واقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- بدأ كتابه القيم المبارك هذا أيضاً بالبسملة .
والبسملة -أيها الأحبة- الحديث فيها طويل جليل، ستعجب إذا علمت أن الإمام القرطبي -رحمه الله تعالى- في الجامع لأحكام القرآن الكريم، قد ذكر في البسملة، سبعاً وعشرين مسألة، في البسملة فقط ذكر فيها سبعاً وعشرين مسألة ( بسم الله ) أي أبدأ تصنيفي، وأبدأ عملي هذا، وأبدأ كتابي هذا ( بسم الله ) أبدأ عملي، وتصنيفي، وكتابي هذا بسم الله، وما أعظمها وأكرمها وأشرفها من بداية، ولقد حث الشرع الحنيف، وندب إلى ذكر اسم الله -تبارك وتعالى- مع كل فعل من الأفعال كالأكل، والشرب، والنوم، والركوب، والجماع، وغير ذلك من الأعمال قال الله -تبارك وتعالى:- ﴿ فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ ﴾[الأنعام:118] .
وقال -تعالى:- ﴿ وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ﴾ [هود:41] .
وفى الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- فال: ( أغلق إناءك واذكر اسم الله، وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله، وأغلق بابك واذكر اسم الله، وأوك سقاءك واذكر اسم الله ) فاذكر اسم الله -تبارك وتعالى- على كل شيء اذكر اسم الله -عز وجل- على كل شيء .
وفى الصحيحين –أيضاًَ- من حديث عمر بن أبي سلمة -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: ( يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك ) .
إذاً البدء -أيها الأحبة- باسم الله في كل شيء بركة، نحتاج إليها في زمن جفت فيه ينابيع البركة، نحتاج إلى أن نبدأ بالبسملة في كل فعل وعمل من الأعمال في زمن الماديات، والشهوات، فما أبركها وأشرفها وأعظمها من بداية أن تبدأ القول باسم الله، وأن تبدأ الفعل والعمل باسم الله .
قال الله -جلّ وعلا-: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ [ الأعراف:96] .
فإننا في زمان الماديات والشهوات، أسقط كثير من الناس من قواميس حياتهم مفهوم البركة، ومعنى البركة، وإنها –والله- لنعمة من نعم الله -تبارك وتعالى- يمتن الله -عز وجل- بها على من يشاء من عباده: أن يبارك الله -عز وجل- في وقته، وفى عمره، وفى قوله، وفى فعله، وفى نومه، وفى طعامه، وفى شرابه، فإذا أردت أن يبارك الله لك، وأن يبارك الله عليك، فعليك أن تبدأ قولك وعملك باسم الله ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ .
يتبعالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين , محمد بن عبد الله الصادق الطاهر الأمين وبعد :
نبدأ اليوم دروسنا مع الشيخ محمد حسان ضمن سلسلة دروس التوحيد
ونبدأ مع الدرس الأول
http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Item&id=43&node=60&format=rm&lang=Ar
والآن ننتقل وإياكم مع تفريغ الدرس :
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، اللهم صلى وسلم، وزد وبارك عليه، وعلى آله، وأصحابه، وأحبابه، وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين، أما بعد:
فحياكم الله جميعاً أيها الأخوة الفضلاء، وطبتم وطاب ممشاكم، وتبوأتم جميعًا من الجنة منزلا، وأسأل الله جلّ وعلا الذي جمعنا في هذا الوقت الطيب المبارك على طاعته، أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة في جنته ودار مقامته، إنه ولي ذلك ومولاه .
ويسعدني كثيراً أن نفتتح في هذا اليوم المبارك الأكاديمية العلمية، بهذا اللقاء الطيب والذي أسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجعله بداية مباركة مسددة موفقة، إنه ولي ذلك والقادر عليه، ونشرفُ أن نشرح لإخواننا هذا الكتاب الصغير في حجمه، العظيم في نفعه ألا وهو كتاب الأصول الثلاثة، ومن الفقه قبل أن نشرع بإذن الله تعالى في شرح الكتاب، أن نصف الكتاب وصفاً عاماً؛ ليأخذ طالب العلم فكرة عن الكتاب الذي سيتولى دراسته بإذن الله تعالى .
الكتاب أيها الأفاضل، يُلاحظ أن المصنف رحمه الله تعالى لم يبدأ مباشرة بالحديث عن الأصول الثلاثة التي جعلها الشيخ عنواناً لكتابه هذا، وإنما قدم بين يدي الأصول الثلاثة بمقدمة شاملة جامعة تشتمل على ثلاثة موضوعات من الموضوعات المهمة جداً.
أما الموضوع الأول: بدأه المصنف رحمه الله بقوله ( اعلم -رحمك الله- أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل.
الأولى : هي العلم، وهي معرفة الله -تبارك وتعالى- ومعرفة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ومعرفة دين الإسلام .
المسألة الثانية : العمل به ) أي العمل بالعلم .
( المسألة الثالثة : الدعوة إليه
المسألة الرابعة : الصبر على الأذى فيه ) وسأذكر الأدلة -إن شاء الله تعالى- مفصلة مع الشرح .
هذا هو الموضوع الأول الذي ضمنه الشيخ مقدمته الجامعة، ثم بدأ الموضوع الثاني في مقدمته بقوله: ( اعلم-رحمك الله- أنه يجب على كل مسلم ومسلمة، تعلم هذه المسائل الثلاث، والعمل بهن ) هذا موضوع آخر .
( المسألة الأولى : أن الله –تعالى- خلقنا، ورزقنا، ولم يتركنا هملا، وأرسل إلينا رسولاً، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار ) هذه قواعد كلية جميلة . ( المسألة الثانية : أن الله –تعالى- لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل ) .
( المسألة الثالثة : أن من أطاع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ووحد الله –تعالى- لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله، ولو كان أقرب قريب ) .
هذا هو الموضوع الثاني الذي ذكره الشيخ -رحمه الله تعالى- في مقدمته الجامعة الماتعة.
أما الموضوع الثالث الذي ذكره الشيخ في المقدمة بين يدي الأصول قال: ( اعلم أرشدك الله لطاعته: أن الحنيفية ملة إبراهيم: هي أن تعبد الله وحده لا شريك له، وبذلك أمر الله جميع الناس، وخلقهم لها. )
هذه هي الموضوعات الثلاثة التي ذكرها الشيخ -رحمه الله تعالى- بين يدي الحديث عن الأصول الثلاثة .
ثم شرع بعد ذلك في الحديث عن الأصول فقال: ( فإذا قيل لك ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها ؟ فقل : معرفة العبد ربه -جلّ وعلا- ومعرفة دينه، ومعرفة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- ) .
ثم ختم المصنف -رحمه الله تعالى- كتابه هذا ببعض قضايا الإيمان باليوم الآخر: كالإيمان بالبعث والحساب، هذا وصف مجمل عام للكتاب الذي بين أيدينا، وكما ذكرت -أيها الأحبة- الكتاب مع صغر حجمه، فهو لا يتجاوز خمس ورقات، مع صغر حجمه إلا أنه عظيم الفائدة، بل لا أبالغ أبداً إن قلت بأن الكتاب مع هذه المقدمات التي ذكرها الشيخ -رحمه الله- بين يدي الأصول الثلاثة يشتمل على الدين كله بدون مبالغة، كما سنتولى ذلك بالشرح والتفصيل -إن شاء الله تعالى- .
قال المصنف -رحمه الله:- ( بسم الله الرحمن الرحيم، اعلم -رحمك الله- أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل :
الأولى : العلم ، وهو معرفة الله ومعرفة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ومعرفة دين الإسلام بالأدلة.
الثانية : العمل به.
الثالثة : الدعوة إليه .
الرابعة : الصبر على الأذى فيه )
نعم إذاً استهل المصنف -رحمه الله تعالى- كتابه بالبسملة، فقال: ( بسم الله الرحمن الرحيم ) اقتداء بالقرآن الكريم، فلقد بدأت كل سور القرآن الكريم بالبسملة باستثناء سورة براءة، واقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فمن الثابت أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يبدأ كتبه بالبسملة، ففي صحيح البخاري ( أنه -صلى الله عليه وسلم- أرسل كتاباً إلى هرقل، قال فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله، إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين ....... إلخ ) إلى آخر كتابه المبارك -صلى الله عليه وسلم- .
الشاهد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد بدأ كتابه هذا بالبسملة، فالمصنف -رحمه الله تعالى- اقتداء بالقرآن الكريم، واقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- بدأ كتابه القيم المبارك هذا أيضاً بالبسملة .
والبسملة -أيها الأحبة- الحديث فيها طويل جليل، ستعجب إذا علمت أن الإمام القرطبي -رحمه الله تعالى- في الجامع لأحكام القرآن الكريم، قد ذكر في البسملة، سبعاً وعشرين مسألة، في البسملة فقط ذكر فيها سبعاً وعشرين مسألة ( بسم الله ) أي أبدأ تصنيفي، وأبدأ عملي هذا، وأبدأ كتابي هذا ( بسم الله ) أبدأ عملي، وتصنيفي، وكتابي هذا بسم الله، وما أعظمها وأكرمها وأشرفها من بداية، ولقد حث الشرع الحنيف، وندب إلى ذكر اسم الله -تبارك وتعالى- مع كل فعل من الأفعال كالأكل، والشرب، والنوم، والركوب، والجماع، وغير ذلك من الأعمال قال الله -تبارك وتعالى:- ﴿ فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ ﴾[الأنعام:118] .
وقال -تعالى:- ﴿ وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ﴾ [هود:41] .
وفى الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- فال: ( أغلق إناءك واذكر اسم الله، وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله، وأغلق بابك واذكر اسم الله، وأوك سقاءك واذكر اسم الله ) فاذكر اسم الله -تبارك وتعالى- على كل شيء اذكر اسم الله -عز وجل- على كل شيء .
وفى الصحيحين –أيضاًَ- من حديث عمر بن أبي سلمة -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: ( يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك ) .
إذاً البدء -أيها الأحبة- باسم الله في كل شيء بركة، نحتاج إليها في زمن جفت فيه ينابيع البركة، نحتاج إلى أن نبدأ بالبسملة في كل فعل وعمل من الأعمال في زمن الماديات، والشهوات، فما أبركها وأشرفها وأعظمها من بداية أن تبدأ القول باسم الله، وأن تبدأ الفعل والعمل باسم الله .
قال الله -جلّ وعلا-: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ [ الأعراف:96] .
فإننا في زمان الماديات والشهوات، أسقط كثير من الناس من قواميس حياتهم مفهوم البركة، ومعنى البركة، وإنها –والله- لنعمة من نعم الله -تبارك وتعالى- يمتن الله -عز وجل- بها على من يشاء من عباده: أن يبارك الله -عز وجل- في وقته، وفى عمره، وفى قوله، وفى فعله، وفى نومه، وفى طعامه، وفى شرابه، فإذا أردت أن يبارك الله لك، وأن يبارك الله عليك، فعليك أن تبدأ قولك وعملك باسم الله ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ .