السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وبياكم ،، نلتقي اليوم واياكم مع الدرس الثاني من دروس سلسلة الفقه ونترككم مع رابط الدرس الصوتي
http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Item&id=55&node=286&format=rm&lang=Ar
والآن ننتقل واياكم مع المادة الكتابية
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
في البداية هذا البيان الذي سمعناه الآن حقيقة أثلج الصدر، وأفادنا بأن أمتنا -بحمد لله- ما زالت بخير، وأن الأمة في جميع أرجاء الأرض، في جميع أقطارها متعطشة إلى العلم، بحاجة إلى العلم، ومقبلة على العلم، وليس ذلك بغريب، فالعلم النافع هو الطريق إلى الله - تبارك وتعالى - أسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يوفقني وجميع الحاضرين، وجميع المشاهدين، وجميع المسجلين في هذه الأكاديمية إلى كل خير، وأن يوفقنا إلى الاستزادة من العلم النافع، وأن يوفقنا للعمل الصالح، وأن يجعل عملنا جميعاً في مرضاة الله، إنه سميع مجيب .
موضوعنا بدايته تتمة للدرس الماضي، الدرس الماضي كان عن المياه، وقبل المياه أخذنا مقدمة أو تمهيداً عن الطهارة بعامة .
أريد في بداية هذا الدرس أن أتحقق من إخواني الحاضرين الطلاب أنهم معنا، والسؤال أيضاً موجه إلى المشاهدين، الطلاب والطالبات في بيوتهم ودورهم، هل المتابعة والطلب جاد، أو أن المسألة يعني مجرد طفرة وتنتهي؟
أريد إن شاء الله -تعالى- من الجميع الجد، والإخلاص في الطلب، والاجتهاد والحرص التام، والمذاكرة، والمتابعة، والاستذكار الدائم؛ لأن المقصود هو التحصيل الجيد الذي ينفع -إن شاء الله تعالى-.
السؤال الأول هو : ما الماء الطهور ؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الماء الطهور: هو الماء المطلق الباقي على خلقته
السؤال يقول ما الماء الطهور ؟ وكانت الإجابة: هو الماء المطلق الباقي على خلقته التي خلق عليها، سواء نبع من الأرض: العيون، والآبار، أو كان من الأمطار، أو غير ذلك، السؤال الثاني: إذا مزج بهذا الماء الطهور مادة، فامتزجت به وغيرته، ونقلته إلى مسمى آخر فما حكم هذا الماء ؟نعم .
حكم الماء طاهر
وهل يستخدم في رفع الحدث ؟ وإزالة الأنجاس ؟
لا، إطلاقا، لا يستخدم في رفع الحدث
المثال .
الشاي القهوة
لأنه مطبوخ فيه، إنه ممزوج في مادة مثل الحبر، نعم، ونحوه أو مثل العصائر أو الميرندا والبيبسي وما أشبه ذلك، فهذا أصبح مسمى آخر، أصبح شيئاً آخر، وبالتالي لا يدخل في مسمى الماء؛ وبالتالي لا يستخدم في رفع الحدث، ولا في إزالة النجاسة .
كان الحديث عن الماء الطهور، وما يرد عليه، وأيضاً الماء الطاهر، وعرفنا تقسيمات الفقهاء، ولهم طريقتان في تقسيم المياه: إما ثلاثة أقسام، أو قسمان .
بقي القسم الثالث على طريقة تقسيم الفقهاء وهو الماء النجس .
والماء النجس: المؤلف -رحمه الله تعالى- لم يتعرض له صراحة، وإنما يفهم من كلامه، الماء النجس هو المتغير بالنجاسة، والفقهاء لهم أيضاً طريقتان في هذا: بعضهم يقول في تعريف النجس هو ما لاقى نجاسة وهو قليل، أو تغير بالنجاسة وهو كثير .
فإذا كان تغير بالنجاسة فهذا نجس عند الجميع وبالإجماع، وأما إذا لم يتغير بالنجاسة فإن كان قليلاً فيعتبرونه نجس، يعني إذا كان دون القلتين كما سبق، وإن كان قلتان فأكثر فلا ينجس إلا بالتغير، هذه طريقة الجمهور، ولكن الذي آثاره كثير من المحققون أن النجس هو ما تغير بالنجاسة سواء كان قليلاً أو كثيراً .
المؤلف -رحمه الله تعالى- كما سيأتي ابتدأ بكيفية تطهير المتنجسات أو النجاسات، ولكن قبل أن ندخل في كلام المؤلف ونقرأه، عندنا مقدمة، هذه المقدمة فيما يتعلق بتعريف النجاسة، النجاسة: شيء مستقذر شرعاً يمنع الصلاة ونحوها مما تشترط له الطهارة، شيء مستقذر شرعاً يمنع الصلاة، والطواف، ومس المصحف، يعني هذه الأشياء هي التي تشترط لها الطهارة.
أنواعها نوعان:
نوع كما أشرنا إليه في الدرس الماضي نجاسة عينية، المقصود الذاتية التى عينها نجاسة، أعيان نجسة، وهذه لا ترد عليها التطهير؛ لأنها لا تطهر ولو غلست مائة مرة.
النوع الثاني: هو النجاسة الحكمية وهذا يوصف به الأشياء الطاهرة التي وردت عليها النجاسة مثل الثوب، قلنا الثوب هو طاهر في الأصل، وإذا تعرض لنجاسة، كأن يتعرض لبول مثلاً فإنه يوصف هذا الثوب بأنه ثوب نجس، ولكنه نجس حكماً، فهذه نجاسة حكمية، التطهير يرد على النجاسة الحكمية .
هذه النجاسة الحكمية درجات في الشرع :
- نجاسة مغلظة : مثل نجاسة الكلب والخنزير .
- نجاسة مخففة : مثل بول الصبي الذي لم يأكل الطعام بعد .
- نجاسة متوسطة : وهي سائر النجاسات .
الكلام الذي ذكره المؤلف هنا، وذكر عليه الدرجات الثلاث، لكن لم يفصل، ويقول إنها ثلاثة درجات مغلظة، ومخففة، ومتوسطة، وإنما بين أمثلة عليها .
ولهذا الآن سنقرأ كلام المؤلف، وسنسمع، ونعلق عليه -إن شاء الله تعالى- بما يتيسر، نعم.
( وتغسل نجاسة الكلب والخنزير سبعاً إحداهن بالتراب، ويجزئ في سائر النجاسات ثلاث منقية، فإن كانت على الأرض فصبة واحدة تذهب بعينها وقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( صبوا على بول الأعرابي ذنوباً من ماء ) )
قال المؤلف رحمه الله تعالى ( وتغسل نجاسة الكلب والخنزير سبعاً إحداهن بالتراب، ويجزئ في سائر النجاسات ثلاث منقية ) .
اتجه بكيفية تطهير نجاسة الكلب، وقلت قبل قليل: إن نجاسة الكلب نجاسة إيش ؟ مغلظة .
وكيفية تطهير هذه النجاسة المغلظة، أن تغسل سبع غسلات أولاها بالتراب، كما دل على ذلك الحديث ( إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم، فليغسله سبعاً أولاهن بالتراب ) .
إذاً النجاسة المغلظة نجاسة الكلب-ويقاس عليها نجاسة الخنزير من باب أولى؛ لأنه أغلظ نجاسة- تغسل سبع مرات أولى هذه الغسلات بالتراب، يعني يدلك الإناء بالتراب، وما ذلك إلا لأن في التراب مادة مطهرة، تقتل ما يوجد في لعاب الكلب من ميكروبات، وقد أثبت الطب الحديث أنه يوجد في لعاب الكلب دودة شريطية لا يقتلها إلا التراب أو ما شابهه، ولكن التراب فيه خاصية قتل هذه الدودة وهذا الميكروب، ولهذا اعتبر العلماء المعاصرون بعد أن اكتشف هذا الميكروب في لعاب الكلب، أن هذا الحديث علامة من علامات النبوة، ومن معجزاته - صلى الله عليه وسلم - وما أكثرها، وسيمر معنا كثير من هذا .
إذاًَ تطهير نجاسة الكلب والخنزير، وهي نجاسة مغلظة أن تغسل سبع غسلات إحداها بالتراب، وقد جاء في روايات الحديث أن تكون الأولى، وهذا الأولى، أن يغسل الإناء أولاً في التراب ثم ينظف بالماء سبع غسلات من أجل التطهير به.
قال ( ويجزئ في سائر النجاسات ثلاث منقية ) والمقصود هنا النجاسة المتوسطة؛ لأنه سيذكر بعد ذلك النجاسة المخففة فيما يتعلق بنجاسة بول الصبي الذي لم يأكل، ومثله أيضاً المذي كما سيأتي، فكيفية تطهير سائر النجاسات عدا النجاسة المخففة، وعدا ما إذا كانت على الأرض، وسيأتي بيان حكمها وكيفية تطهيرها أن تغسل ثلاث غسلات منقية، قوله ( ثلاث منقية ) يعني معناها إذا غلست الثوب الذي تعرض للنجاسة ثلاث مرات ولم يحصل التطهير بالكامل أنك إيش ؟ تزيد حتى يحصل الإنقاء .
سؤال: هل الثلاث شرط أو ليست شرط ؟ المفهوم من كلام المؤلف، وعليه كثير من الفقهاء: أن الثلاث شرط، وبعضهم اعتبرها سبعا، ولكن الذي رجحه أكثر المحققين أن العدد ليس شرطاً في التطهير، في تطهير النجاسة؛ لأن المقصود في تطهير النجاسة هو إزالة عينها وأثرها، فإذا طهر المحل، وحصل النقاء فيعتبر المحل قد طهر، دون اعتبار للعدد، ولهذا يكون كيفية التطهير النجاسات المتوسطة، أن تغسل حتى الإنقاء، أن تغسل حتى تحصل الطهارة الكاملة دون اعتبار لعدد، سواء تم بثلاث أو بأكثر أو بأقل .
قال ( فإن كانت على الأرض فصبة واحدة تذهب بعينها ) هذا كيفية تطهير النجاسة إذا كانت على الأرض.
أولاً: أن يزال عين النجاسة إذا كان لها عين .
النجاسة أنواع كما سبق فإذا كانت النجاسة ذات عين، جِرْم مثل: الغائط فإنه يزال، ثم يصب على مكانه ماء حتى ينقى المحل.
لو فرضنا أن النجاسة بول، البول ليس له جِرْم؛ لأنه يختلط بالتراب، فهذا يصب عليه الماء صبة واحدة تغمره، كما في القصة التي حدثت في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهي قصة الأعرابي: أن أعرابيا بال في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنهره القوم، ومنعهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقال ( لا تذرموه ) أو ( لا تقطعوا عليه بوله ) أو كما قال - صلى الله عليه وسلم - ثم أمر بذنوب من ماء -دلو من ماء- وصب عليه.
فهذا يدل على كيفية تطهير النجاسة إذا كانت على الأرض.
والحديث موجود معنا لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - (صبوا على بول الأعرابي ذنوباً من ماء.)
ويجزئ في بول الغلام الذي لم يأكل الطعام النضح، وكذا المذي، هذه النجاسة المخففة، عندنا نجاسة مغلظة وهذه نجاسة الكلب والخنزير، ونجاسة مخففة وهي بول الغلام الذي لم يأكل الطعام بعد وهو الرضيع .
كيفية تطهير هذه النجاسة المخففة النضح بالماء، يعني الرش بالماء، ينضح بالماء دون غسل، ودل على ذلك حديث أم قيس: أنها أتت بطفل لها صغير إلى رسول - صلى الله عليه وسلم - لم يأكل الطعام، فأجلسه في حجره، فبال على ثوبه، الرضيع بال على ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( فدعا بماء فنضحه عليه ولم يغسله ) هكذا الحديث قال: (دعا بماء فنضحه ولم يغسله) متفق عليه، يعني رش مكان البول بالماء دون فرك وعصر، هذا هو المقصود ولم يغسله، فلم يفركه ولم يعصره، وإنما فقط نضحه نضحاً .
يتــبع
حياكم الله وبياكم ،، نلتقي اليوم واياكم مع الدرس الثاني من دروس سلسلة الفقه ونترككم مع رابط الدرس الصوتي
http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Item&id=55&node=286&format=rm&lang=Ar
والآن ننتقل واياكم مع المادة الكتابية
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
في البداية هذا البيان الذي سمعناه الآن حقيقة أثلج الصدر، وأفادنا بأن أمتنا -بحمد لله- ما زالت بخير، وأن الأمة في جميع أرجاء الأرض، في جميع أقطارها متعطشة إلى العلم، بحاجة إلى العلم، ومقبلة على العلم، وليس ذلك بغريب، فالعلم النافع هو الطريق إلى الله - تبارك وتعالى - أسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يوفقني وجميع الحاضرين، وجميع المشاهدين، وجميع المسجلين في هذه الأكاديمية إلى كل خير، وأن يوفقنا إلى الاستزادة من العلم النافع، وأن يوفقنا للعمل الصالح، وأن يجعل عملنا جميعاً في مرضاة الله، إنه سميع مجيب .
موضوعنا بدايته تتمة للدرس الماضي، الدرس الماضي كان عن المياه، وقبل المياه أخذنا مقدمة أو تمهيداً عن الطهارة بعامة .
أريد في بداية هذا الدرس أن أتحقق من إخواني الحاضرين الطلاب أنهم معنا، والسؤال أيضاً موجه إلى المشاهدين، الطلاب والطالبات في بيوتهم ودورهم، هل المتابعة والطلب جاد، أو أن المسألة يعني مجرد طفرة وتنتهي؟
أريد إن شاء الله -تعالى- من الجميع الجد، والإخلاص في الطلب، والاجتهاد والحرص التام، والمذاكرة، والمتابعة، والاستذكار الدائم؛ لأن المقصود هو التحصيل الجيد الذي ينفع -إن شاء الله تعالى-.
السؤال الأول هو : ما الماء الطهور ؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الماء الطهور: هو الماء المطلق الباقي على خلقته
السؤال يقول ما الماء الطهور ؟ وكانت الإجابة: هو الماء المطلق الباقي على خلقته التي خلق عليها، سواء نبع من الأرض: العيون، والآبار، أو كان من الأمطار، أو غير ذلك، السؤال الثاني: إذا مزج بهذا الماء الطهور مادة، فامتزجت به وغيرته، ونقلته إلى مسمى آخر فما حكم هذا الماء ؟نعم .
حكم الماء طاهر
وهل يستخدم في رفع الحدث ؟ وإزالة الأنجاس ؟
لا، إطلاقا، لا يستخدم في رفع الحدث
المثال .
الشاي القهوة
لأنه مطبوخ فيه، إنه ممزوج في مادة مثل الحبر، نعم، ونحوه أو مثل العصائر أو الميرندا والبيبسي وما أشبه ذلك، فهذا أصبح مسمى آخر، أصبح شيئاً آخر، وبالتالي لا يدخل في مسمى الماء؛ وبالتالي لا يستخدم في رفع الحدث، ولا في إزالة النجاسة .
كان الحديث عن الماء الطهور، وما يرد عليه، وأيضاً الماء الطاهر، وعرفنا تقسيمات الفقهاء، ولهم طريقتان في تقسيم المياه: إما ثلاثة أقسام، أو قسمان .
بقي القسم الثالث على طريقة تقسيم الفقهاء وهو الماء النجس .
والماء النجس: المؤلف -رحمه الله تعالى- لم يتعرض له صراحة، وإنما يفهم من كلامه، الماء النجس هو المتغير بالنجاسة، والفقهاء لهم أيضاً طريقتان في هذا: بعضهم يقول في تعريف النجس هو ما لاقى نجاسة وهو قليل، أو تغير بالنجاسة وهو كثير .
فإذا كان تغير بالنجاسة فهذا نجس عند الجميع وبالإجماع، وأما إذا لم يتغير بالنجاسة فإن كان قليلاً فيعتبرونه نجس، يعني إذا كان دون القلتين كما سبق، وإن كان قلتان فأكثر فلا ينجس إلا بالتغير، هذه طريقة الجمهور، ولكن الذي آثاره كثير من المحققون أن النجس هو ما تغير بالنجاسة سواء كان قليلاً أو كثيراً .
المؤلف -رحمه الله تعالى- كما سيأتي ابتدأ بكيفية تطهير المتنجسات أو النجاسات، ولكن قبل أن ندخل في كلام المؤلف ونقرأه، عندنا مقدمة، هذه المقدمة فيما يتعلق بتعريف النجاسة، النجاسة: شيء مستقذر شرعاً يمنع الصلاة ونحوها مما تشترط له الطهارة، شيء مستقذر شرعاً يمنع الصلاة، والطواف، ومس المصحف، يعني هذه الأشياء هي التي تشترط لها الطهارة.
أنواعها نوعان:
نوع كما أشرنا إليه في الدرس الماضي نجاسة عينية، المقصود الذاتية التى عينها نجاسة، أعيان نجسة، وهذه لا ترد عليها التطهير؛ لأنها لا تطهر ولو غلست مائة مرة.
النوع الثاني: هو النجاسة الحكمية وهذا يوصف به الأشياء الطاهرة التي وردت عليها النجاسة مثل الثوب، قلنا الثوب هو طاهر في الأصل، وإذا تعرض لنجاسة، كأن يتعرض لبول مثلاً فإنه يوصف هذا الثوب بأنه ثوب نجس، ولكنه نجس حكماً، فهذه نجاسة حكمية، التطهير يرد على النجاسة الحكمية .
هذه النجاسة الحكمية درجات في الشرع :
- نجاسة مغلظة : مثل نجاسة الكلب والخنزير .
- نجاسة مخففة : مثل بول الصبي الذي لم يأكل الطعام بعد .
- نجاسة متوسطة : وهي سائر النجاسات .
الكلام الذي ذكره المؤلف هنا، وذكر عليه الدرجات الثلاث، لكن لم يفصل، ويقول إنها ثلاثة درجات مغلظة، ومخففة، ومتوسطة، وإنما بين أمثلة عليها .
ولهذا الآن سنقرأ كلام المؤلف، وسنسمع، ونعلق عليه -إن شاء الله تعالى- بما يتيسر، نعم.
( وتغسل نجاسة الكلب والخنزير سبعاً إحداهن بالتراب، ويجزئ في سائر النجاسات ثلاث منقية، فإن كانت على الأرض فصبة واحدة تذهب بعينها وقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( صبوا على بول الأعرابي ذنوباً من ماء ) )
قال المؤلف رحمه الله تعالى ( وتغسل نجاسة الكلب والخنزير سبعاً إحداهن بالتراب، ويجزئ في سائر النجاسات ثلاث منقية ) .
اتجه بكيفية تطهير نجاسة الكلب، وقلت قبل قليل: إن نجاسة الكلب نجاسة إيش ؟ مغلظة .
وكيفية تطهير هذه النجاسة المغلظة، أن تغسل سبع غسلات أولاها بالتراب، كما دل على ذلك الحديث ( إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم، فليغسله سبعاً أولاهن بالتراب ) .
إذاً النجاسة المغلظة نجاسة الكلب-ويقاس عليها نجاسة الخنزير من باب أولى؛ لأنه أغلظ نجاسة- تغسل سبع مرات أولى هذه الغسلات بالتراب، يعني يدلك الإناء بالتراب، وما ذلك إلا لأن في التراب مادة مطهرة، تقتل ما يوجد في لعاب الكلب من ميكروبات، وقد أثبت الطب الحديث أنه يوجد في لعاب الكلب دودة شريطية لا يقتلها إلا التراب أو ما شابهه، ولكن التراب فيه خاصية قتل هذه الدودة وهذا الميكروب، ولهذا اعتبر العلماء المعاصرون بعد أن اكتشف هذا الميكروب في لعاب الكلب، أن هذا الحديث علامة من علامات النبوة، ومن معجزاته - صلى الله عليه وسلم - وما أكثرها، وسيمر معنا كثير من هذا .
إذاًَ تطهير نجاسة الكلب والخنزير، وهي نجاسة مغلظة أن تغسل سبع غسلات إحداها بالتراب، وقد جاء في روايات الحديث أن تكون الأولى، وهذا الأولى، أن يغسل الإناء أولاً في التراب ثم ينظف بالماء سبع غسلات من أجل التطهير به.
قال ( ويجزئ في سائر النجاسات ثلاث منقية ) والمقصود هنا النجاسة المتوسطة؛ لأنه سيذكر بعد ذلك النجاسة المخففة فيما يتعلق بنجاسة بول الصبي الذي لم يأكل، ومثله أيضاً المذي كما سيأتي، فكيفية تطهير سائر النجاسات عدا النجاسة المخففة، وعدا ما إذا كانت على الأرض، وسيأتي بيان حكمها وكيفية تطهيرها أن تغسل ثلاث غسلات منقية، قوله ( ثلاث منقية ) يعني معناها إذا غلست الثوب الذي تعرض للنجاسة ثلاث مرات ولم يحصل التطهير بالكامل أنك إيش ؟ تزيد حتى يحصل الإنقاء .
سؤال: هل الثلاث شرط أو ليست شرط ؟ المفهوم من كلام المؤلف، وعليه كثير من الفقهاء: أن الثلاث شرط، وبعضهم اعتبرها سبعا، ولكن الذي رجحه أكثر المحققين أن العدد ليس شرطاً في التطهير، في تطهير النجاسة؛ لأن المقصود في تطهير النجاسة هو إزالة عينها وأثرها، فإذا طهر المحل، وحصل النقاء فيعتبر المحل قد طهر، دون اعتبار للعدد، ولهذا يكون كيفية التطهير النجاسات المتوسطة، أن تغسل حتى الإنقاء، أن تغسل حتى تحصل الطهارة الكاملة دون اعتبار لعدد، سواء تم بثلاث أو بأكثر أو بأقل .
قال ( فإن كانت على الأرض فصبة واحدة تذهب بعينها ) هذا كيفية تطهير النجاسة إذا كانت على الأرض.
أولاً: أن يزال عين النجاسة إذا كان لها عين .
النجاسة أنواع كما سبق فإذا كانت النجاسة ذات عين، جِرْم مثل: الغائط فإنه يزال، ثم يصب على مكانه ماء حتى ينقى المحل.
لو فرضنا أن النجاسة بول، البول ليس له جِرْم؛ لأنه يختلط بالتراب، فهذا يصب عليه الماء صبة واحدة تغمره، كما في القصة التي حدثت في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهي قصة الأعرابي: أن أعرابيا بال في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنهره القوم، ومنعهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقال ( لا تذرموه ) أو ( لا تقطعوا عليه بوله ) أو كما قال - صلى الله عليه وسلم - ثم أمر بذنوب من ماء -دلو من ماء- وصب عليه.
فهذا يدل على كيفية تطهير النجاسة إذا كانت على الأرض.
والحديث موجود معنا لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - (صبوا على بول الأعرابي ذنوباً من ماء.)
ويجزئ في بول الغلام الذي لم يأكل الطعام النضح، وكذا المذي، هذه النجاسة المخففة، عندنا نجاسة مغلظة وهذه نجاسة الكلب والخنزير، ونجاسة مخففة وهي بول الغلام الذي لم يأكل الطعام بعد وهو الرضيع .
كيفية تطهير هذه النجاسة المخففة النضح بالماء، يعني الرش بالماء، ينضح بالماء دون غسل، ودل على ذلك حديث أم قيس: أنها أتت بطفل لها صغير إلى رسول - صلى الله عليه وسلم - لم يأكل الطعام، فأجلسه في حجره، فبال على ثوبه، الرضيع بال على ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( فدعا بماء فنضحه عليه ولم يغسله ) هكذا الحديث قال: (دعا بماء فنضحه ولم يغسله) متفق عليه، يعني رش مكان البول بالماء دون فرك وعصر، هذا هو المقصود ولم يغسله، فلم يفركه ولم يعصره، وإنما فقط نضحه نضحاً .
يتــبع